تعالي، ولا تتمردي…
فأنا هنا، لا أنتظر منكِ الكمال، بل أنتِ، بكل تفاصيلكِ، بكل ضحكتكِ التي تهرب أحيانًا مني.
تعالي، دعي خطواتكِ تتساقط على الأرض كما تسقط أوراق الخريف، لكن كل خطوة تقربكِ مني أكثر.
لا تتمردي على حنيني، على تلك الكلمات التي أكتبها لكِ في صمتي، على رسائلي التي أرسلها لكِ كل ليلة وكأنها أجنحة تطوف حولكِ.
تعالي، ولا تتعاملي مع قلبي كأنه مجرد مكان للانتظار، فهو يشتعل باسمكِ، يئن عندما تغيبين، وينتظر كل لحظة لتسمحي لي بالدخول إلى عالمكِ.
تعالي، ولا تتمردي على القرب،
دعيني أمسك يديكِ، لا لأقيدكِ، بل لأريكِ كم أن العالم يصبح أقل ضوضاءً حين تلتقي أنفاسنا.
تعالي، ودعي نظراتكِ تصنع لي قصيدةً لا ينتهي سطرها، ودعي صوتكِ يصبح لحنًا يملأ الصباح والمساء، ودعي قلبي يعرف الطريق إلى قلبكِ بلا خوف.
تعالي، ولا تتمردي…
فأنا لم أعد أطيق الانتظار، لم أعد أحتمل صمتكِ، لم أعد أحتمل أي لحظة تبتعدين فيها عن عالمي.
كل شيء فيكِ يستحق أن أتمسك به، كل شيء فيكِ يجعلني أحبكِ أكثر، أكثر مما تتصورين…
تعالي، قبل أن يصير الانتظار جرحًا، قبل أن تتلاشى اللحظات التي يمكن أن نصنعها سويًا،
تعالي، وكوني معي، كما أنا معكِ، كما كنت أحلم منذ البداية…
تعالي، ولا تتمردي..






































