في زمن ثائر، حيث تتراقص الأحلام على سيف الحقيقة، كانت أيام الجمعة في سورية لوحات فنية ترسمها دماء الشهداء وأماني الأحياء. كانت لحظات تتجمد فيها الأنفاس، ثم تنفجر في عاصفة من التحدي والإصرار.
بدأت الحكاية ب "جمعة الكرامة"، نفحة عطرية أزاحت غبار الاستبداد، وصوت مدوي هز أركان الظلم.
ثم تلتها أسماء أخرى اقتربت من المئة كلها أرعبت الأسد، كل يحمل في طياته معنى عميقاً، يعبر عن مرحلة جديدة في مسيرة الثورة. "جمعة الحرية"، "جمعة الشهداء"، "جمعة الغضب"، ليتوقف اطلاق الاسماء عند جمعة "رغيف الدم" تحت وطأة وحشية النظام.
كلها كلمات محفورة في ذاكرتنا، تشكل سجلاً حياً لنضالنا وتضحياتنا.
كانت تلك التسميات شرارات تلتهب في قلوب الثوار، تحولهم إلى جيشٍ من النور، يضيء دروب الحرية بأشواقه.
كانت تحمل في طياتها رسالة واضحة: أن هذا الشعب لن يستسلم، وأن النصر قادم لا محالة.. كانت تعبيراً عن الثقة بالنفس والإيمان بالقضية، ودافعاً قوياً لمواصلة الكفاح حتى تحقيق الأهداف.
واليوم، وبعد مرور أربعة عشرة عاما على تلك الأحداث، نتوج هذه الأسماء ب " جمعة النصر" . نصر مؤزر من الله به علينا .
ستظل أيام الجمعة تحتفظ بقدسيتها في قلوبنا. لتذكرنا بتضحياتنا وأحلامنا في بناء سورية جديدة عتية حصونها على مستبد جديد .