فلاش باك ....فلاش حالي !
.... عندما تصل إلي عمر الاربعين عام، تشعر و أن تمحورا جديدا قد حدث في حياتك .... تتذكر الآية الكريمة و تدعو الله أن يوزعك أن تشكر نعمته .... و يمر شريط العمر سريعا في مخيلتك !!
فتذكر من فقدت و ما فقدت ..... و تشكر علي ما حصلت و ما نلت ...و تشكر الله علي كل حالك ، تتعلم من دروس حياتك الكثير ... ترى بعد السنين الطوال في المواقف و الاحداث من الدروس ما لم تراه امامك مباشرة خلالها و في وقتها !!
تجد نفسك تفعل كل ما كنت تنتقد الكبار فيه وقتها واصفا إياهم آن ذاك بتلك المصطلحات البلهاء التي يطلقها الشباب علي مواقف الكبار ....الكبار بحق !!
تجد نفسك قد فقدت جزءا من صحتك و لكنك كسبت اضعافها من العقل و الحكمة و وزن الأمور حتى لو لم تكن قد تخليت عن كل تهورك أو عاطفيتك ...فهي جزء من تركيبات النفس و تعقيداتها !!
غالبا ما ستجد أن دائرة المقربين قد ضاقت ....أو ربما ضاقت كثيرا ، أو ربما أن دائرة الثقة قد تبدلت ....أو ضاعت مع من فقدت و لا تريد أن تصيبك طعنة فقدان أخرى ، فتنغلق و تتبدل احوالك بشكل عجيب .... بالطبع لا يجب أن يحدث ذلك للجميع أو البعض ، و لكن علي الاقل هذا ما مررت به بشكل شخصي بحت ...و ربما صادف البعض مثله ، إن لم يكن لنفس الأسباب ، فلعله لدائرة الحياة و تغير المواقف و الانشغال و المسؤليات التي تزداد غالبا كلما ازدادت سنوات عمرك و خبراتك في الحياة !!
...... ربما ستشعر أنك تبدأ مشوار جديد .... بنفس روح الطفل أو الشاب الذي عشت بها مشوارك الماضي ....أو بروح أخرى انكهتها الايام و الاحداث ...و زادت من شفافيتها و ايضا حساسيتها .... و ربما خوفها من كل مجهول ،بما يجعلك تشعر بالذنب تجاه مبادىء الايمان و الثقة بالله !!
...... قد تجد ما كان يضحكك كثيرا سابقا بالكاد يجعلك تبتسم ....و ما كنت تستمتع به كثيرا من لهو مباح لا تطيقه الان لدقائق معدودة !!!!
...... تظل طبيعة مهنتك احد أهم العوامل التي تؤثر في طبيعة ما وصفت من مشوار ما بعد منتصف العمر .... ففي عمر الاربعين ، الحقيقة البحتة تقول إنه لو طالت بك الأيام فلن تعيش مثل ما عشت .....ليست نظرة تشاؤم مطلقا ، و لكنه تقييم بحت بعقلية من علمته الأيام أن يحكم علي اغلب الأمور بحقيقتها (و الاعمار بيد الله طبعا) لا بعنفوان الشباب ، و تهوره!!!
في الاربعين ..... ستشعر أن مشوارا جديدا في حياتك قد بدء ، تشتاق فيه بشدة لمشوارك الماضي و أيامه الجميلة ،و لكن الان لا و لن يهمك كم يطول ، و لكن يهمك ما يمكن أن تفعله فيه ، بينما تشعر انك تسابق الزمن .....و انت لا تعرف متى نهاية المشوار ، التي لم تكن تخطر في بالك سابقا .... في مراحل بداية المشوار !!!