الحديث وإن صح سندا فإنه يستحيل أن يصح متنا لأمور كثيرة منها على سبيل الإيجاز:
أولا: إبراهيم في هذه الرواية مختلف تماما عن إبراهيم في القران! فإبراهيم في القران يستشير ابنه في أمر إلهي
" إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى"
فإبراهيم الذي يستشير ابنه ويطلب رأيه في أمر أمره الله به! نراه في الرواية يتحول إلى شخص آخر يأمر بدون نقاش ولا مشاورة ولو عدل كاتب الرواية لقال على لسان سيدنا إبراهيم" إنى أرى أن تغير عتبة بيتك فانظر ماذا ترى "
ثانيا:
الرواية تتناقض مع خلق الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم حيث إن الأنبياء أحرص الناس على إصلاح البيوت وعلاجها وعدم اللجوء إلى الطلاق إلى بعد نفاد محاولات الإصلاح مصداق ذلك في كتاب الله قول الرسول صلى الله عليه واله وسلم لابنه من التبني" أمسك عليك زوجك واتق الله " ولم يقل له غير عتبت بيتك!!! اقتداء بإبيه إبراهيم عليه السلام!!
ثالثاً:
الرواية تتناقض مع القران الكريم الذي يأمر بالصبر على سوء خلق الزوجة وعدم المسارعة إلى الطلاق
" وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا"
رابعا:
الرواية تذكر أن زوجة إسماعيل لم تعرف سيدنا ابراهيم وكأن سيدنا إبراهيم رجلا مغمورا من عامة الناس !
خامساً:
الرواية تتحدث وكأن سيدنا إبراهيم يعرف اللغة العربية ويتحدث بها مع زوجة ابنه العربية الجرهمية !!
سادساً:
الرواية تتحدث وكأن سيدنا إبراهيم سيأتي لمكة بدون علم ابنه وبدن أن يكون في استقباله ومعلوم أن خروج سيدنا إبراهيم لمكة حدث غير عادي وسيكون معلوما لولده ولأهل مكة جميعا وسيكون الجميع في انتظاره واستقباله!!
سابعاً:
الرواية تتحدث وكأن سيدنا إبراهيم دخل مكة وخرج منها بعد بضعة ساعات!! ومعروف أن القوافل في الماضي كانت تظل مسافرة أسابيع أو شهور فإذا وصلت إلى بغيتها ظلت أسبوعا أو عشرة أيام حتى تستريح الجمال من السفر وهي فترة كافية لعودة إسماعيل ومقالبته للوالده !!