القران الكريم يخبرنا أن الملائكة تدعوا بالمغفرة للمشركين ! 

 

"وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا  لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا  تَكَادُ السَّمَاوَاتُ 

يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا  أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدً "

 

ثم يقول القران في سورة أخرى 

 

"تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ ۚ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "

فاستغفار الملائكة للمشركين الذين قالوا اتخذ الله ولد !! 

 

قال ابن عباس : تكاد السماوات يتفطرن أي : تكاد كل واحدة 

 

منها تنفطر فوق التي تليها ، من قول المشركين : اتخذ الله

 ولدا ! 

 

وسيدنا عيسى قال في شأن أتباعه :

'إنّ تُعذبهم فإنهم عبادك وإنّ تغفر لهم فإنك أنتَ العزيز الحكيم” 

 

فقوله "إن تغفر لهم " يدل على  علمه أنه من الممكن والجائز 

 

أن يعفر الله لهم ولو فعل الله ذلك لا يحق لأحد أن يعترض 

 

لأن الله عزيز في ملكه حكيم في فعله

 

بل إن سيدنا إبراهيم طلب المغفرة ودعا بها لأتباعه الذين عصوه وعبدوا الأصنام ؟! 

 

"رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"

 

وقد يقول قائل هذا الدعاء قبل نهي الله له عن الاستغفار لعمه 

 

المشرك ونقول هذا غير صحيح لأن سياق الايات يدل على أن 

 

هذا القول كان بعد موت عمه وفي آوخر حياة سيدنا إبراهيم

 

لأنه قال في نفس السياق " الحمد لله الذي وهب لي على 

 

الكبر إسماعيل وإسحاق" ويقول في نفس السياق" رب اغفر 

 

لي ولوالدي" ويقصد والده الحقيقي وليس عمه آزر ! 

 

وأما الاستدلال بقول الله تعالى "مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن 

 

يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ 

 

أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ"

 

فلا دليل فيه عدم جواز الاستغفار لغير المسلمين ! بل هو 

 

دليل على عدم جواز الاستغفار لمن تبين وثبت في حقهم أنهم 

 

من أصحاب الجحيم أمثال فرعون وهامان وقارون وأبو لهب 

 

وأبو جهل وعبد الله بن أبي بن سلول أما من سكت الوحي

 

الإلهي عن تقرير مصائرهم فيجوز قطعا الدعاء لهم بالمغفرة 

 

وطلب الرحمة لهم لأنهم تحت المشيئة الإلهية فإن شاء الله 

 

غفر لهم وإن شاء عذبهم