يعتقد البعض أن رمي الجمرات مجرد شعيرة من شعائر الحج ولكن الحقيقة أن بداخل هذه الشعيرة اختبار عظيم وابتلاء كبير يزلزل القلوب ويشتت العقول ويحير الألباب أصعب شيء أن تختبر في أحب من لديك وأغلى وأعز من تعرف أن تختبر في نقطة ضعفك وفي فلذة كبدك ويا للهول فابنك لن يفترسه وحش ولن يفتك به مرض بل أنت من ستقلته بيدك
أي قلب تحمله يا إبراهيم ؟وأي يقين لديك ؟وأي إيمان تملك؟ وفي أصعب اللحظات وفي أحلك الأوقات يأتي إبليس ليصطاد في الماء العكر ويوسوس لإبراهيم كيف يفعل بك ربك هذا الأمر ؟ كيف هنت عليه ؟ أين محبته لك ؟ هل هذا هو جزاء طاعتك له وبناء بيته ؟ وفورا وبدون تفكير لا يتفاعل إبراهيم مع إبليس فلا نقاش معه ولا حوار فهو العدو المبين فيضربه بحصيات بدون تفكير أو تردد وينجح إبراهيم في الاختبار وينجح إسماعيل أيضا فيصطفي الله إبراهيم وإسماعيل ليعلمنا أن الاصطفاء شرطه النجاح في الابتلاء .
فإذا أكرمك الله بالحج وذهبت لرمي الجمار أو شاهدت من يرمي الجمار فلا بد أن تعرف أن الله سيختبرك في أحب ما تملك وسوف يأتيك إبليس ليشحن قلبك غضبا من ربك فماذا أنت فاعل مع شيطانك ونفسك وربك ؟