هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • الضرب في القرآن الكريم
  • السعادة الحقيقية قد تنتصر على أَعتى الأمراض النفسية
  • الاء
  • جنة من غير ناس
  • ضحكتها حكاية
  • لا تكترث لهمومِ الدُّنيا
  • عزبة السلسول 2
  • الشك المنهجي والباحث العلمي
  • ظل كهف
  • فارس الاحلام الشاطر حسن بكار
  • و إني أراك بعيني جنة
  • سلوك دنئ لكلاب
  • لمسة صديقي
  • شاي الضفدعه
  • مرسال الليل
  • لمن يقدر
  • الشخصيات الجميلة ليست من فراغ
  • عدّى الزمان
  • نجم الليل
  • المبادئ تبلور حياة الفرد
  1. الرئيسية
  2. مدونة زينب حمدي
  3. قصة سرقة .. قصة حرامي ^_^

كان أول ما طالعته في المملكة صباح هذا اليوم هو موضوع م.محمد الذي يتحدث فيه عن حادث سرقة وقع لزوجته د.مسلمة وكيف تمكن ببعض الحنكة من إعادة ما تم سرقته بأقل قدر من الخسائر ..،

أعتقد أن القسوة في الحادث ليست في قيمة ما سرق بقدر ما هي الإحساس بالإنتهاك لمتعلقاتنا الشخصية التي تحوي كل أسرارنا ..، لكل إنسان مجال حيوي مسموح به للآخرين لكن أن يكسر أحداً هذا المجال ويتعداه فذلك هو المقصود بالخبرة السيئة .،

لي تجربة مع السرقة كنت فكرت في كتابتها منذ فترة ثم أحجمت ..، لكن بعد موضوع م.محمد أعتقد أنها لن تزيد الأمر سوء :) :

=================================

قبل بضع سنوات كنت أعمل في جناح إحدى الشركات الخاصة بالهيئة التي أعمل فيها ..، وكان العمل ينتهي في الخامسة مساء ،،

العمل في الشركات الخاصة مرهق بكثير عن الحكومي لهذا يمكن تفهم سبب الحالة التي كنت فيها بعد يوم طويل ..،

لكني كنت قد وعدت أخي بعزومة (بيتزا) في ذلك اليوم إحتفاء بانتهاء الإمتحانات في كليته ..، لذا كنت أسير في الشارع المؤدي لجامعة القاهرة وأنا أفكر في سيناريو اليوم : سأذهب للبيت أستريح قليلاً ثم ننزل سوياً للعشاء والمرح ..،،

الشارع ليس خالي ولكنه أيضاً ليس مزدحم ..، العشاق على سور حديقة الحيوانات لا يأبهون للعابرين مثلي ..، هناك بعض الباعة وثمة سيارات تمر مسرعة قبل غلق الإشارة ..،

هنا أحسست بأن هناك خلفي من يحاول لمس يدي .. يدي التي تحمل حقيبتي

صعقت من المفاجأة فتركت الحقيبة فالتقطها هو ومر بسرعة من امامي بدراجته البخارية ..،

كان الذهول والصدمة هما أقل المصطلحات العربية التي تصف حالتي في هذه اللحظة ..، وقفت مكاني أنظر إليه وهو يبتعد باتجاه الجامعة واستطعت حفظ هيئته من الخلف ولكني لا أتحرك ولا أقدر على الحركة

مرت لحظات ثم رحت اتلفت حولي .. هناك أناس وكثيرون وبعضهم لاحظ ما حدث ولكن لم يتحرك أحد لنجدتي ولا للقبض عليه !

بدأت الصدمة تذوب فتحركت باتجاه الجامعة بشكل تلقائي وأنا أحسب في ذهني بأنه لن يستطيع الفرار فأمام الجامعه عدة إشارات مرورية ستعطله ..

هنا برز من مكان ما شاب شهم قال لي بأنه رأى كل شيء وأنه سيأتي معي إلى نقطة الشرطة أمام الجامعة ليبلغهم بما حدث ..،

كنت تقريباً فاقدة للنطق لكني أطعته بعدما أبرز لي (كارنيه) يدل على أنه يتبع إحدى الجهات الأمنية

كان الشارع مزدحم حولي وأنا في عالم آخر تتصارع فيه الصدمة مع قدرتي على ترتيب الأمور وحساب ما خسرته بفقدان الحقيبة .. ها أنا ذا في ميدان بعيد للغاية عن بيتي ليس معي هاتف محمول ولا نقود ولا بطاقة هوية .. كيف سأعود إلى البيت ؟

وفي نقطة الشرطة التي تقع أمام الجامعة وقفت أمام الضابط منهارة تماماً أصف له بكثير من العسر ما حدث معي منذ قليل ..،

هنا موقف لن أنساه لضباط الشرطه :) فقد وجدت منهم تفهماً عكس مفهومي عنهم تماماً قبل هذا الحادث ..، أجلسني ووجدت في يدي علبة عصير ..، ثم أعطاني هاتفه المحمول لأتصل بأي أحد من أقاربي

كنت قد نسيت رقم البيت :) لكني لم أنسى رقم محمول محمد أخي :)

أخي الذي ينتظرني الآن لعزومة البيتزا .. في انتظاره مفاجأة ليست سارة على الإطلاق !!

أخبرته بالأمر وأنا أبكي وأنشج فطلب مني أن أهدأ وسيكون أمامي بعد بضع دقائق ..،

في البيت أجري أخي اتصاله بأبي وأمي والأقارب والمعارف والجيران ..، أخبره الجميع أنه يتوجب علي أن أحرر محضراً حتى أخلي مسئوليتي عن البطاقة ومتعلقات الحقيبة إذا ما وجدت لاحقاً في مسرح جريمة قتل أو غيرها !

وفعلاً بعد بضع دقائق .. تقريباً ساعة ونص ..، وصل أخي وهو يركض باتجاهي ..

ارتميت في حضنه أبكي في مشهد درامي مؤثر حتى أوشك الجمهور من الضباط والمخبرين حولنا على التصفيق حد الإلتهاب

إحتواني محمد في موقف شهم من مواقفه الشهمه المعدودة :) ..، وربت على كتفي بأنه لا داع للقلق وأن كل شيء سيكون على ما يرام ..،

أخذني إلى قسم الجيزة ..، وحررت محضراً أخذ رقمه ..، ثم عدنا إلى البيت ..،

في البيت أخذت أحصي خسائري ..:-/
بفضل الله الذي شملني لم تكن الخسائر المادية جسيمة على الإطلاق ..،
- المحمول خاصتي ليس ثميناً - ومن يومها حرصت على أن يكون جوالي كذلك حتى لا يقتلني الهم إذا ما ضاع أو سرق -
- وكذلك المبلغ المالي في الحقيبة زهيد للغاية كنت قد قبضت المرتب قبلها بيوم ولكني كعادتي - والحمد لله - لا آخذ معي إلا ما يكفي حاجتي في يومي فقط ..،
- بطاقتي الشخصية ذقت الويل لاستخراج بدل فاقد بعدها لكن أمكن تعويضها على كل حال
- ولكن الخسائر الحقيقية تكمن في دفتر مذكراتي الذي كنت أدون فيه كل خاطرة وكل حلم ..، إنني عارية تماماً أمام نفسي في هذا الدفتر وبالتالي أنا كذلك عند من سرق الحقيبة والذي هو لأسباب واضحة ليس محل ثقة !

وكذلك عدة صور فوتوغرافية لي ولكل صديقاتي ..، لابد أنه ينتقي الآن الأجمل فيها ليريها لاصدقائه على إنها فتاته !

وأخيراً فقدان الإحساس بالأمان ..، لقد تم انتهاكي وهناك من لا أعرفه تخطى مجالي الحيوي وكسر كل القواعد والآداب ليسرق مني متعلقاتي الشخصية دون وجه حق ..،

حاولت بعدها أن أعيد ترميم إحساس الأمان هذا ..، وأزعم الآن بعد مرور أكثر من 6 سنوات أنه لم يعد بعد :)

حتى الآن حريصة على ألا أحمل معي من النقود إلا أقل القليل ..، حريصة على ألا أحمل بطاقتي الشخصية إلا للضروره ..، حريصة على ألا أقتني جوال غالي الثمن وأن يكون هناك نسخة من كل الملفات عليه سواء الارقام أو الصور أو الفيديوهات على (اللابتوب) الخاص بي في البيت ..،

وحريصة على أن أتوقع الأسوء في أي شخص وأي مكان وأي زمان :)

المهم أني بعدها بأيام أصررت على تعويض محمد عزومة البيتزا انتظرته عند الجامعة في نفس المكان وأنا احتضن حقيبتي واتلفت حولي مذعورة ..،

دقائق ثم أحسست بمن يكمم فمي ويجذب الحقيبة .. كاد وعيي يتسرب مني لولا أنه أرسلني وهو يضحك : " محرمتيش برضو نفس المكان " :)

ضحكنا وكان يوم مرح لا ينسى :)

بعد هذا الحادث بأيام قليلة  حوالي سنتين او تلاته ) تم القبض على اللص وقرأت الخبر في الجريدة بأنه لص إعتاد سرقة الطالبات في محيط الجامعة على دراجة بخارية ومعه شريك يوهم الضحية بأنه تابع لإحدى الجهات الأمنية ليضيع وقتاً حتى يتمكن من الفرار ..،

حتى الشاب الوحيد الشهم الذي هب لنجدتي في هذا اليوم المشئوم .. طلع سنيد الحرامي !!

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

470 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع