هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • ظل كهف
  • فارس الاحلام الشاطر حسن بكار
  • و إني أراك بعيني جنة
  • سلوك دنئ لكلاب
  • لمسة صديقي
  • شاي الضفدعه
  • مرسال الليل
  • لمن يقدر
  • الشخصيات الجميلة ليست من فراغ
  • عدّى الزمان
  • نجم الليل
  • المبادئ تبلور حياة الفرد
  • معارك المرء التي لا تنتهي
  • طريق مجهول
  • عزيزي الغائب
  • عكس عقارب الساعة - الفصل (4)
  • الهموم التي نسجتها الأيام
  • حب قيس لليلى
  • الشعور الذي يهز كيان قلوبنا
  • ملاذ القلب في عينيه
  1. الرئيسية
  2. مدونة زينب حمدي
  3. يا بيت أبويا معزتك فعنيا

يا بيت أبويا معزتك فعنيا "
تمتمت بها أمي بحنين بالغ عندما مررنا من الشارع الذي يقع فيه بيت جدي - رحمه الله - ..
لم أفهم ما تقصده في حينها ..
لكني أعيش التجربة الكاملة الآن ..!!

=====================

تنطبع ذكرياتنا على جدارن الأماكن فتكتسب في نفوسنا هيبة ومكانة خاصة تميزها عن غيرها وإن كان غيرها هذا أفخم وأكبر وأفضل ..،
ليس الأمر بالحجم ولا بالكم .. ولكنه بمشاعر إنسانية تضفي روح لجدران صامته تشهدها بصمت .. نعيشها كاملة كلما مررنا بها أو مكثنا فيها بعض الوقت
بيت جدي يقع بحي العباسية .. تحديداً في أحد الشوارع المطلة على الكاتدرائية المرقصية ،
لا زلت أذكر ذلك البيت الكبير الذي كان مقراً لإجتماع أطفال العائلة ولهونا البريء في جنباته .. ناهيك عن تعرضي لتجربة الموت صعقاً بالكهرباء على أبوابه وأنا دون الخامسة :)
تغير الحال وتبدل...مات من مات وكبر من كبر وانتهى البيت الكبير بتفرق العائلة ولم نعد نسمع عنهم أو منهم إلا تهاني بالعيدين ورمضان ..
آل مصير البيت في النهاية لأحد أولاد خالاتي يعيش فيه مع زوجتيه وابنائه ..

======================

تذكرت كل ذلك منذ نحو 5 سنوات مضت وأنا أقبل جدران غرفتي في بيتنا القديم الصغير الذي لم تزد مساحته عن 50 متراً في الدور الخامس بأحد الأحياء الشعبية ,,،
لم أتخيل كيف يمكنني ترك فراشي وغرفتي التي شهدت عمراً كاملاً بين جنباته وعشت فيها كل أحزاني وأفراحي ..
لم أفهم كيف أترك شرفة دارنا التي طالما سهرت فيها لساعات متأخرة أناجي الله وأدعوه أن يبقى بجواري في حياتي ويغيثني في عثراتي وأشكو إليه وحده وحدتي وأحزان قلبي
هناك مكتبي حيث كنت أدرس طوال 25 عام .. مكتبتي العتيقة .. الكاسيت تسليتي الوحيدة قبل النت وبعد القراءة ..
أحلام مراهقة وصبا وشباب كاملة همست بها للصديقات واستمعت لنا جدران هذا البيت الصغير فكانت على أسرارنا أمينة
تدليل أبي وأمي وأنا بعد طفلة ..
ميلاد أخي واستناده على جدران البيت حينما كان يتعلم المشي ..
جيراننا وتسالينا سوياً في ليالي الصيف الحارة .. الطائرات الورقية التي كنا نطلقها قبيل المغرب من كل يوم رمضاني ونتسابق أينا تعلو طائرته على طائرة الآخر ..
خبز الكعك والبسكوت في العيد وحمل الصاجات على رؤوسنا إلى الأفران :)
هناك حيث الأهل لا تعني فقط الأسرة بل تمتد إلى الجيران والأصحاب
عمر كامل لم ولن أنساه .. قبلت بكل يوم فيه جدران بيتنا القديم عندما تركناه .. وتمنيت طوال الخمس سنوات السابقة العودة إليه في كل يوم ألف مرة !
لكن إرادة الله نافذه ..
شاء أن ننتقل بعد أيام قليلة إلى منطقة أخرى لثاني مرة في 5 سنوات لا أعرف عن هذه المنطقة أي شيء سوى أنها منطقة عسكرية !!
يقال أنها أرقى ويقال أن الشقة الجديدة أكثر اتساعاً ورحابة
لكن من قال أن الأماكن باتساعها ورحابتها ؟؟
وكيف أتخلص من هذا الحنيين الجارف الذي يعمر قلبي حتى الدموع وأنا أكتب هذه السطور تجاه بيتي القديم الحبيب ؟؟
أينما كنت سأكون غريبة أشعر كأني عابرة سبيل على المكان أو لاجئة في شقة فاخرة مطرودة ومشردة من بيتي وملاذي ..،،
يقولون : أن أخي سيتزوج .. وسيحتاج الشقة القديمة لتكون عشه الجديد لذا توجب علينا أن نتركها له !!
وما ذنبي أنا ؟؟ لماذا أهجر قسراً عمراً بكامله لأنفى في منطقة أخرى حيث لا أعرف أحد ولا يعرفني أحد لأعيش غريبة حبيسة جدران بيت يروق للجميع إلاي ؟؟
من الغريب أن الجميع لا يفهم مشاعري تلك ولا حتى أمي التي عاشتها من قبل .. ويعتبرونني ( فقرية مش وش نعمة ) !!

كانت هذه هي الخواطر التي انسابت في ذهني اليوم على مائدة الإفطار عندما اجتمع أبواي وأخي يناقشون كيفية الإنتقال وتجهيزات الشقة الجديدة
بلا وعي رحت أتمتم في خفوت بصوت لم يسمعه غيري :

"يا بيت أبويا معزتك في عنيا "

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

355 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع