رأيته يوماً ..يراقب عصفورين في قفص من أقفاصه المتناثره بشرفة داره
فقلت في محاولة لإدخال البسمة علي قلبه الحزين ..:-"إن إنفلونزا الطيور لن تجعل منك إستثناء مقبولاً "
راقت له دعابتي كثيرا فطفق يضحك ويجفف دموعه بياقة قميصه
ثم قال :- ماذا عساها تجد عندي الإنفلونزا لتأخذه ..؟!!
انا أضمن لطيوري المأوي .. لو تركتهم لماتوا جوعاً ..!!
وأتمتع في الوقت نفسه بمشاهدتهما يتبادلان الحب بلا عذول ..!!
كدرع يحيط به نفسه ليقيها كلمات الآخرين القاسية..بدليل أن كل هذا لم يفقده رقة قلبه التي عرفتها فيه منذ طفولتي ..
فإن وجدت فقطعا لن يرضي أهلها بمعاق قعيد كرسي متحرك !!!
لم يكمل تعليمه بطبيعة الحال .. فطلاب المدارس الإبتدائية هم مشاريع شياطين صغار لا يتورعون عن الضرب والسب والإهانة وليس لمثله مكان بينهم
فلما بلغ مبلغ الشباب وجد ان الشياطين كبروا واحتلوا العالم كما في افلام الرعب التي يهواها ... !!!
فهرب من صحبة الانسان الي صحبة الطيور ..، !! علي الأقل هي لن تنظر لقدميه
ولن تري إلا حبات الحب علي كفيه
ربما هي لحظات يختلسها من الزمن لينزع عن روحه لثام القسوة ويريح قلبه من درع الفظاظة الثقيل الذي انهك قواه
ألا رحمة بالضعفاء او عابري السبيل