هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لن يغير من الحقيقة شيئا | 2024-07-26
  • لا لمسؤولية بيت ابني المتزوج | 2024-07-26
  •  دراسة التاريخ ليست إلهاءً | 2024-07-26
  • دَغبَش | 2024-07-25
  • الحرب والشتاء  | 2024-07-25
  • مرة أخرى | 2024-02-08
  • أول ساعة فراق | 2024-07-26
  • لحم معيز - الجزء السابع والأخير | 2024-07-25
  • لم أكن أعرفك … | 2024-07-26
  • لماذا المنهج الصوفي أفضل من السلفي؟ | 2024-07-26
  • الإنتاج هو الحل،، كبسولة | 2024-07-26
  • وكلما مر عليه ملأ من قومه !!!!! | 2024-07-25
  • ماتت سعادتي | 2024-02-05
  • دواء الدنيترا و سرعة ضربات القلب ، حالة خاصة ، ما التفسير؟ | 2024-07-25
  • انت عايز تتربى  | 2024-07-24
  • سيدات ثلاثية الأبعاد | 2024-07-24
  • أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه في رؤيا منامية، هل تلزم الرائي ؟ | 2024-07-24
  • المعنى الحقيقى للزواج فى زَمَنِنا هذا | 2024-04-05
  • الفجر والغسق | 2024-07-24
  • ليس محمد صبحي !! | 2024-07-24
  1. الرئيسية
  2. مدونة زينب حمدي
  3. عقار محروس .. الجزء الحادي عشر

على عكس المدينة .. تنام القرى بعد صلاة العشاء مباشرة ..، لذا تبدو الطرقات فيها عند منتصف الليل مقفرة مهجورة
ربما من حين لآخر تسمع نباح كلب - أم لعله عواء ذئب - يشق سكون الصمت ويثير في جسدك القشعريرة
الهواء البارد يتجمع حول الحقول ثم ينحدرنحو المنازل الريفية محملاً برائحة البرتقال مبللاً بقراط الندى
لابد أن الساعة كانت تقترب من الثالثة صباحاً .. عندما راحت تلك العجوز تقترب من ذلك المنزل الريفي ذا الطابقين
القت نظرة لا مبالية إلى الشرفة العلوية ثم امتدت يدها المعروقة تطرق الباب ..
سمعت السيدة أم عمروبين النوم واليقظة تلك الدقات الخافتة على باب منزلها واستغرقت بعض الوقت لتستجمع كامل وعيها
دقات خافتة واهنة ..لكنها مصرة !!
امتدت اناملها لمفتاح الكهرباء بجوارها فقط لتتبين أن الكهرباء مقطوعة !
نهضت متثاقلة الى حيث تعلق الشال الصوفي فتدثرت به جيداً ثم فتحت النافذة الوحيدة بالغرفة ونظرت الى الشارع أمام الباب لتتبين من الطارق
شخص يرتدي مسوح مهلهل مغبر يغطي كامل جسده..، برغم الضوء الخافت القادم من أعمدة الإنارة القليلة بالشارع لكنها أدركت أنها سيدة
- من .. من أنت يا خالة ماذا تريدين
أجابتها دون النظر إلى حيث هي : افتحي يا منيرة يا ابنة سعدة !
تعرف اسمها واسم أمها كذلك ..، إذاً هي إحدى سكان القرية بلا شك ..، ولكن لماذا تناديها باسمها الذي نسيته تقريباً من كثرة استعمال الكنية (أم عمرو )
أغلقت النافذة ثم اتجهت الى الشمعدان الثلاثي الذي تحتفظ به عند الطاولة القريبة وأعواد الثقاب بجانبه .. دقائق ثم غمرت الإضاءة الخافتة جنبات المكان
حملت الشمعدان وأحكمت حول نفسها الشال الصوفي ثم راحت تهبط بتؤدة درجات السلم القليلة إلى الطابق الأرضي حيث البوابة
فتحت الباب فهاجمها تيار من الهواء البارد .. عدا التيار لم تجد شيئاً !
خطت بضع خطوات الى الخارج وتلفتت يمنة ويسرة .. ليس هناك أثر لأي شخص .. أين ذهبت العجوز ؟
همت بالعودة مجدداً لولا أن لفت انتباهها شئ ما على الأرض الترابية حيث كانت تقف العجوز منذ قليل ...
آثار أقدام .. لكنها ليست أقدام آدمية
آثار أقدام أشبه بأقدام الماعز !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
رقم غريب يتصل بجوال إسراء ..أتراه هو ؟؟
ضغطت والدة إسراء زر الإجابة وتسائلت عن هوية المتصل
جائها الصوت الرصين يشوبه شيء من التردد : مساء الخير .. هل هذا رقم جوال إسراء ؟
- نعم .. أنت إيهاب ؟
- نعم سيدتي .. أردت فقط السؤال عن إسراء لقد ذهبت إلى مدرستها وسألت عنها صديقتها شيرين فأخبرتني أنها انقطعت منذ فترة وتنوي عدم خوض الامتحانات هذا العام ... هل هي بخير ؟
صمتت الأم لحظة ثم قررت أن تعتمد على هذا الخيط الوحيد في معرفة ما حدث لابنتها ..،
أجابته في لهجة حاولت أن تكون محددة : اسمع يا بني ، أنا أعرف كل شيء عن علاقتك بابنتي ..، لسبب ما هي تثق بك مما يعطيني أملاً أنا أيضاً في منحك ثقتي ..، ابنتي ليست بخير على الاطلاق وأحسبك بإمكانك مساعدتي في إيجاد مخرج لها مما هي فيه فإذا وجدت عندك الاستعداد لذلك من أجل إسراء فإني أنتظرك اليوم في منزلنا مساء بإذن الله ..
أجابها إيهاب بصوت رصين وان شابه بعض الحرج : أنا عند ثقتك سيدتي سأكون عندكم في السابعة مساء ..، وآمل أن أجد مساعدتك بإمكاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طرقت السيدة أم إسراء باب الحج صبحي صاحب العقار ..، دقائق ثم طالعتها غادة بوجهها الصبوح المشرق
- مساء الخير سيدتي .. كيف حال إسراء
- مساء النور يا ابنتي بخير ورضا .. هل والدك هنا ؟
- نعم دقائق أخبره ..
تدخل أم اسراء وتجلس على المقعد بجوار الباب .، ثم سرعان ما ترى الحج صبحي قادماً بشوشاً باسماً كعادته
- مساء الخير يا ام اسراء .. كيف حالك والأستاذ ابراهيم واسراء
قالت كاذبة : كلنا بخير يا سيدي هل اطمع في بعض وقتك للضروره ؟
في أريحية غير مفتعلة اشار اليها لتجلس وتتكلم ثم اوعز إلى غادة بعينيه لتجلس معهما
في حرج يرسم على ملامحها التردد قالت ام اسراء : الواقع يا سيدي إن ابنتي تمر بحالة في غاية السوء وقد استدعت ظروف العمل زوجي الى تركنا منذ ما يقرب من اسبوع ولا نعرف متى ولا يعرف هو متى سيعود..، واني أرتقب اليوم زيارة من شخص أحسب بامكانه فك لغز حالة اسراء الغريبة ..، ولكن ليس لي أهل هنا وأنتم منذ سنوات كثيرة أكثر من أهلي بل وانت تحديداً أعتبرك بمثابة والدي كذلك...، فقط وددت لو تكن معنا اليوم لأنه لا رجل معي وابنتي اثناء زيارة هذا الشاب
حك الحج صبحي ذقنه في حيرة ..، انهم في حي شعبي عتيد ولن تسلم المرأة من القيل والقال اذا دخل بيتها رجل في غياب زوجها ..، خاصة وهو يعرف السيدة ام عنايات ولسانها لن تتركها وابنتها في حالهم كما ان طلبها يبدو منطقيا جدا ولكن ..
- ماذا بها اسراء ؟
دمعت عين الأم وبدا عليها انها تعاني كي لا تتكلم أكثر ثم قالت : عندما تأتي ستعرف
ابتسم الحج بود واومأ برأسه علامة الموافقة .. ثم أشار إلى غادة كي تلحق بأم إسراء لمساعدتها ونبه عليها ان تناديه فور حضور الضيف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالت أم اسراء وهي تضع بعض الكعك في طبق ثم تقدمه لإيهاب ..: تكلم كما يحلو لك الحج صبحي وغادة أهلنا ..!
جرع إيهاب رشفة من الشاي ثم تنحنح في حرج : الواقع سيدتي ان الأمر بدا كما لو أنه حلم ينتابها ..، حدثتني وشيرين عن أشياء غريبة تشعر بها ..، لقد كان وعيها يتسرب منها شيء فشيء كانت دائمة الشرود تتكلم كثيرا عن كيان يبدو ملازما لها .. تتحدث عن هسيس تسمعه ليلا باسمها .. تتحدث عن البشر كما لو أنها لم تعد منهم ..!
توترت ملامح الحج صبحي وقاطعه متسائلاً : كيف لم تعد منهم ؟؟ وما هو هذا الشيء الملازم لها ؟ هل لك أن توضح أكثر ؟
مط ايهاب شفتيه كأن لم يسمعه وواصل حديثه : لقد ظننتها محض خيال فتاة تنعم بخيال خصب مثل اسراء ..، لكن ما حدث لي لاحقا اكد انها لا تحلم ..، لقد رأيت هذا الشخص الذي وصفته وتسبب لي في حادث الله وحده يعلم كيف نجوت منه كل ما أذكره هو أنه قصير وبدين للغاية وحوله كان هناك العديد من القطط
ارتجفت أصابع الحج صبحي ونظر إلى ابنته غادة التي انكمشت في مقعدها وقد عقدت ذراعيها الى صدرها ترمق باب غرفة اسراء
بينما مسحت أم اسراء دمعة انسابت من عينيها وقالت : أعرف أني السبب في كل هذا ما كان لي أن أقبل هديتهم وآكل خبزهم لقد مس اسراء طائف من الجن ..،
ثم نظرت إلى الحج صبحي واكملت في لهجة أقرب للرجاء : الواقع أني استعنت بك يا حج ليس فقط لأنك مقرب منا في السكن والمحبة ولكن لأن لك باع في هذا المجال والجميع يعرف أن الله قد شفى على يديك عدداً من حالات كحالة ابنتي
توترت ملامح الحج صبحي وعقد حاجبيه وقد بدا صوته أكثر غلظة : ربنا يقدم اللي فيه الخير .. هل يمكنني رؤية اسراء ؟
هزت الام رأسها ثم قامت لتفتح باب الغرفة المظلمة ..
دخل ثلاثتهم على الفتاة التي تكومت في ركن الفراش وقد ضمت ساقيها الى صدرها ..
دقائق ثم خيل لهم أنها تهتز ..
تهتز كم لو تضحك أو تبكي بحرقه أو ترقص !
ثم رفعت اسراء وجهها
ارتد ثلاثتهم للخلف في هلع محدقين في ذلك المسخ الذي أمامهم
وجه أزرق بالكامل وعين سوداء بلا بياض بينما كشرت عن انيابها وراحت تردد الهسيس بلا انقطاع..، صرخت الأم بينما عقدت المفاجأة لسان إيهاب وراحت غادة تفتح فمها وتغلقه بلا صوت ..ن لم يثبت فيهم إلا الحج صبحي
ثم
قفزت من مكانها وهي تنظر لإيهاب وصرخت في وجهه بكلمات لم يتبين أحد معناها :
ديدج نم داعو دحأ جرخ ام
ديدج نم داعو دحأ جرخ ام
ديدج نم داعو دحأ جرخ ام
ديدج نم داعو دحأ جرخ ام
ثم انحنت لتمشي على اربع وقد انتفش الشعر حول رأسها ولم تزل مكشرة عن انيابها تردد الهسيس
هنا تحرك الحج صبحي ..،،
هجم عليها وأمسك بذراعيها ثم قام بليهما وعقدهما بمحرمة وجدها على كرسي بجانبه ..،
اقبل ايهاب عليه بحذر بعد ان نزع ربطة عنقه وناولها اياه ليستكمل بها تقييد الفتاة ثم حملها متحملاً ركلاتها القوية الى الفراش حيث استكمل الحج صبحي ربطها اليه بعسر بالغ مستخدماً ملائة الفراش
اخيراً همدت اسراء وأغمضت عينيها في استسلام ..
تدريجيا عادت الدماء إلى وجهها ومعها قطرات كثيفة من العرق
هنا فقط انفجرت الأم باكية .. وأقبلت على ابنتها تحتضنها وتلثم وجهها
تأمل إيهاب المنظر وهو يتمتم في خفوت : أي هول كنتِ تحتملين حبيبتي .. أي هول ذاك الذي لم أنتبه له في حينه
بينما اشار الحج صبحي لابنته كي تعود الى الدار لتعد بعض الأشياء التي تلزمه في هذه الليلة هنا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

من جديد يعاوده إحساس كونه ليس وحيداً !
لم يكن نبيل من الشخصيات الهيستيرية التي تختلق جواً من الفزع ..، لكنه يشعر بالفعل أنه ليس وحيداً في هذه الشقة !
أكثر من مره يعبر خيال من ورائه يراه في المرآة عندما يحلق ذقنه صباحاً أو عندما يتقلب في نومه ليلاً حتى بات يخشى النظر في المرآة
ثم ذلك الشعر الرفيع الناعم القصير الذي يكسو ملابسه حتى أن أصدقائه نبهوه أكثر من مرة إلا ضرورة معالجة القط الذي يربيه من داء سقوط الشعر ..، رغم علمهم بأنه لا يمتلك قط !
ناهيك عن النقرات التي يسمعها ليلاً على بابه أو أرغفة الخبز التي أصبحت لغزاً حقيقياً لا يفهمه
بدأ في الإعتقاد بأن روح أخيه وأسرته عادت إلى الشقة التي يقطنها .. ثمة دلائل ما تقول أن ما يشعر به ليس مؤذياً على العكس بل هو محبوب له بشكل ما
الحقيقة أنه رغم حبه للمكان إلا أنه بدأ يتوجس منه وبدأ يساوره إحساساً عاماً بعدم الإرتياح ..،
ربما لولا ذلك الشيء الذي دخل حياته مؤخراً لكان له رأي آخر ،،
غادة .. الرقيقة الجميلة .. يبدو أنها تواصل بنجاح عملية السطو والسيطرة على قلبه وحياته ..، بشكل ما أصبح مرآها أساسياً له كل يوم ربما يأتي ذلك صدفة على السلم فيتبادل معها كلمات خجلى سريعة تقطعها دوماً حمرة خديها ولفتاتها القلقة ثم تحييه بهزة رأس وتتركه مستمتعاً بنشوة اللحظة
لا يجد فكرة الزواج والاستقرار غريبة بل ربما تكن حلاً لما يعانيه من مشاكل العزوبية والوحدة

كان يفكر في كل ذلك وهو نائم على ظهره محدق في السقف .. عندما سمع الصوت من جديد قادماً من غرفة المعيشة ..، نهض بسرعة واتجه الى هناك ..
لا أحد !
غريب هذا ..
عاد إلى غرفته مبلبل الفكر .. غير أن ما لمحه في المرآة جعله يتصلب حيث هو
كان ثمة شخص جالس على فراشه وقد انحنت تدلت رأسه على صدره في ذلك المشهد المألوف لشخص يبكي ..
رفع رأسه ببطء ليرمق نبيل الذي تجمد أمام الباب بعينين لامعتان مشقوقتان طولياً
عيني قط في جسد إنسان
كان آخر ما فعله نبيل هو صرخة رعب مروعة قبل أن يفقد وعيه ويسقط على الأرض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1321 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع