قبل البدء...

ربما ماسوف اكتبه يقع خارج العقل الواعي... ولكني شاهدته بعيناي.....وربما ماسوف اكتبه يندرج تحت بند الخرافات والترهات لأي انسان عاقل وسليم ولكني عشت لحظاته.... وربما ثالثا واخيرا انه سينهال فوق رأسي طوفان من الاستهجان والانتقادات من الأصدقاء الاحباب ولكني سوف اقابل كل ذلك بكل موده وانا ابتسم.....

عارفين ليه.... ؟؟؟؟ لان هذا الشيئ مازال موجودا حتى الآن وخاصه في الأماكن الشعبيه والريفيه وان قل بعض الشيئ ولكنه موجود......!!!!!!!!

                 (انتهى)

خلفيه اجتماعيه :

عندما توفي جدي رحمه الله (والد والدي) كان نصيب والدي من ميراثه هو قطعه ارض وهي التي حكيت عنها في البوست السابق الخاص ببدر الملوك علاوه على منزل مكون من اربعه أدوار كل دور شقه واحده بمساحه ٢٤٠ متر مربع ودورتين مياه علاوه على ثلاثه محلات تحت هذا المنزل وكان كل الإيجار الشهري له هو ٢٩ جنيه.....؟؟؟

وكان والدي رحمه الله عليه يقوم بتحصيل هذا الإيجار ثم يعطيه لي بعد اضافه جنيه عليه ليصبح ٣٠ جنيها وذلك بعد تخرجي من الكليه الحربيه لكوني ديك البرابر بالنسبه له ???????? (اخواتي كلهم بنات) وفي نفس الوقت لاستمتع به خلال اجازاتي القصيره والمتباعده من جبهه القتال بالاسماعيليه....

في ديسمبر عام ١٩٧٠ وخلال احد اجازاتي كلفني والدي بالذهاب الي هذا المنزل وكان بمصر القديمه وتحصيل الإيجارات من سكانه بدلا منه والاحتفاظ بها لنفسي فذهبت ونفذت له مااراد وفي أثناء عودتي بشارع سيدي حسن الأنور شاهدت صوان كبير  وشيك جدا وملحق به صوان اخر أصغر منه وأقل طولا وله فتحتان الأولى على الشارع الرئيسي والثانيه تؤدي إلى داخل الصوان الكبير.... ولاحظت ان بداخل هذا الصوان الصغير مجموعه من النساء والرجال من ذوي البشره السمراء الفاحمه يجلسون على الأرض يأكلون  بأيديهم من صينيه فته كبيره عليها كتل من اللحم المسلوق..

فتوقفت لاسأل عن صاحب هذا الصوان ربما يكون أحد أصدقاء والدي قد توفي لابلغه بذلك وتصادف مرور احد أقرباء والدي يعرفني واعرفه وعند رؤيته لي توقف ليحيني فسألته عن صاحب هذا الصوان ومن المتوفي فرد مبتسما بأنه لايوجد متوفي ولكنه صوان لعمل زار لابن الحاج هاشم الجزار وحكي حكايته......!!!!!!!

وقفه قصيره.....

الحاج هاشم الجزار احد أشهر واكبر تجار الجمال وبيع لحومها على مستوى الجمهوريه كلها كان له ولدان وبنت الابن الكبير استشهد في حرب ١٩٦٧ والبنت تزوجت وسافرت مع زوجها لاحد دول الخليج وبقي معه ابنه الصغير والذي يبلغ من العمر ١٨ عاما والمعفي من التجنيد لاستشهاد اخيه ومنذ حوالي ٥ شهور استيقظ هذا الابن من النوم فاقدا للنطق ولا يستطيع الكلام سوي همهمات غير مفهومه فأخذه والده ولف به على الأطباء والمستشفيات المتخصصه واللذي اكدوا له سلامه الفتى وسلامه احباله الصوتيه الي ان همس له أحد أصدقائه المقربين بعمل زار له ولما كان الحاج هاشم من كبار السن وفي نفس الوقت ممن يؤمنون بهذه الطقوس فوافق على ذلك......

                 (انتهت الوقفه)

بعدما حكي قريب والدي حكايه هذا الصوان ابديت له رغبتي في مشاهده طقوس هذا الزار  فأخذني من يدي ودخلنا الصوان الكبير وجلسنا بجوار بعض وبعد لحظات حضرت مجموعه من المتواجدين بالصوان يعرفوني ويعرفون والدي لتحيتي وبعد عودتهم لاماكنهم لاحظت انهم يهمسون لبعض الأشخاص اللذين تسللوا الي خارج الصوان بعد هذا الهمس فسألت قريب والدي عن تلك الملحوظه فأبتسم ابتسامه غامضه ودار هذا الحوار معه.....

انا: هل لاحظت تسلل بعض الأفراد خارج الصوان بعدما همس لهم من حضروا لتحيتي

هو: طبعا لاحظت

انا: انا مش فاهم ليه كده ممكن تفهمني

هو: الناس اللي حضروا لتحيتك يعرفون انك الضابط ابن الحاج رضوان ومايعرفوش انك جيش ولا شرطه

انا: ودي تفرق في ايه..؟

هو: لا طبعا تفرق كتير لأنهم لو عرفوا انك جيش كانوا هايقعدوا اما شرطه فلازم يمشوا..

انا: ليه

هو: اصل جيوبهم مليانه حشيش

هاهاهاهاهاهاهاهاهاي ????????

       ( انتظروني للطقوس)

المجد لجيش مصر..... وتحيا مصر الوطن......