????همسة "حنين" .. وصرخة "انين" ????

 

❤️ - همسة الحنين :

فى كل زيارة للوطن اقضي الاجازه بين قريتي الغاليه والقاهره .. عاصمة الوطن الغالي مصر .. والتي تربيت وعشت وتعلمت فيها مع أسرتي حيث كان عمل المرحوم والدي من رجال الحرس الشخصي الخاص للمرحوم الرئيس جمال عبد الناصر التابعين لجهاز شرطة رئاسة الجمهوريه .. 

 

???? دفعنى الحنين يوما الى رؤية مدرستى الثانويه .. ومدرستى الابتدائيه .. توجهت الى محطة المترو فى ميدان رمسيس وركبت (يحزننى غياب تمثال "رمسيس" من الميدان) .. يا الله .. كم من مرة ركبت القطار فى هذا الطريق وانا طفل وصبى وشاب عندما كانت محطة "كوبري اللمون" .. وكانت هذه اول مره اركب مترو الانفاق فى القاهره. 

 

واخذت المحطات تتوالى .. اسماء محفورة فى القلب .. منشية الصدر ، كوبرى القبه وحدايق القبه وقصر القبه والزيتون .. ونزلت فى الحلميه .. وتوجهت الى شارع بن خلدون .. بكل حزن إختفت الأشجار ، من هذا السفاح إلي يرتكب جريمة قتل الأشجار ؟!! كان هذا الشارع مشجرا انيقا نظيفا فى ايامى .. به الكثير من الفيلات الجميله .. 

 

ووقفت امام بوابة مدرستى !

"مدرسة ابن خلدون الثانويه العسكريه" .. قضيت فى هذه المدرسة العملاقه التي كان بها 1000 طالب من عام 1966 حتي عام 1969 .

 

وكأني أراهم بزينا العسكري (لبس الفتوه) ، وجدت نفسى تلقائيا انطق اسماء اعز اصدقائى من زملائى .. شكري سليم .. السيد فتوح .. واسماء أساتذتى منهم المرحومين الاستاذ أميل مدرس العلوم ، والاستاذ صابر مدرس اللغة العربيه ، والاستاذ إبراهيم سالم (والد النجمه نجوى إبراهيم) ومدرس أول اللغه الانجليزيه ، والرائد جمال عبد المنعم المدرب العسكري.

 

 وكأنى اناديهم كى يرونى وأراهم .. وتذوقت قطرة من دموعى .. يا ربى .. وجدتنى اقرا السبع المثانى ..  على روح من غادرنا .. وبركة لمن مازالوا معنا .. من اساتذتى وخلانى .. مهلا يا زمن .. والله لولا حرارة الشمس لوقفت امامها ساعات .. أبكي وأبتسم مع الذكريات .. 

 

???? ثم ركبت المترو مرة اخرى .. ونزلت فى خارجة المطرية .. ياااه  شارع مريم وشارع بئر مريم وشارع شجرة مريم .. اين ذهبت الأشجار ؟ (يقال أن العذراء مريم  - ام نبى الله عيسى عليه السلام - وهى فى هذا المكان شربت ماء من البئر وقالت : "الماء طريه" .. ومن هنا جاء اسم "المطريه") ! 

 

ومع كل خطوه فى "شارع النعام" .. وانا اقترب من مدرستي الإبتدائيه تزداد نبضات قلبى .. "مدرسة اكيسلر الابتدائيه" التي قضيت بها ست سنوات من عام 1956 إلي عام 1962 .. 

 

اختفى الاسم ولكن مازالت هى .. وقفت امام البوابة الرئيسيه .. ذهب البلاط الارضى الابيض وذهبت درجات السلم الرخاميه والاشجار الجميله التى كانت تحوط المدرسه (تبا لليد الجاهله التى اعدمت الاشجار) .. كانت الاشجار فى كل بيت حيث كانت معظم البيوت بمنطقه الخارجه فيلات بحدائق أنيقه .. 

 

لن انسى اول يوم اخذتنى المرحومة والدتى الى المدرسه وتركتنى .. والدموع فى عيونى لحظتها (كما هى الان فى عيونى) نظرت لها وناديت : "ماما .." ! .. ومن بين طيات طرحتها الشيفون لمحت بريق دمعة .. تداعب بسمة على وجهها السمح .. 

 

شعور غريب ولكنه رائع فى غرابته عندما نظرت للحوش .. واكاد ارى نفسى واقرانى الغاليين علي قلبي (لواء دكتور مهندس) احمد حسن لطفي  Ahmed Hassan Lotfy ، (مهندس) عمر عبد العزيز Omar Abdel Aziz  ، (لواء دكتور مهندس) سامي عبد الملاك ، دكتور مهندس شكري حسن .. 

 

اطفالا صغيره مع مدرسينا المرحوم الاستاذ ابو النجا مدرس الرياضيات ، والاستاذ خطاب مدرس اللغة العربية ، والاستاذ نظير مدرس اللغة الإنجليزية ، ولن انسي الاستاذ حامد نبيه ناظر المدرسة وأناقة بدلته.

 

اطفال صغار تبدا مرحلة جديده فى رحلة حياة طويله عنوانها : "اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ" .. آااااه وكانى الآن اسمع ضجيجنا ساعة "الفسحه الكبيره" ..  

وهكذا .. كان حنين الذكريات ..

 

???? - صرخة الأنين :

وانا فى الطريق لشارع بن خلدون .. افجعتنى مناظر  اكوام الزباله وقد تحول المكان تحت بعض اعمدة النور لمقالب قمامه صغيره .. والغريب أن امام احد هذه المقالب الصغيره وجدت صيدليه ومكتب محامى وعيادات لثلاثة اطباء .. (يعنى مافيش واحد منهم يهتم بالامر) ؟!! 

 

???? كذلك وجدت على ناصية شارع مدرستى الابتدائيه كوم او مقلب زباله كبير بين عمودين نور معلقة بينهما يافطه كبيره بصورة مبتسمه لعضو مجلس الشعب ..

 

 أي والله اليافطه مباشرة فوق مقلب الزباله .. مكتوب عليها : "الدكتور - فلان - نائبكم يهنئكم بعيد الاضحى المبارك" !! (فهمست لنفسي رووح منك لله يا بعيد) !!

 

اصابنى الأسى الممزوج بالأسف ووجدتنى اقول لنفسى : تقريبا فى وطني الزبالة أصبحت ثقافة .. والوساخه والنظافه اصبحوا مجرد "وجهات نظر"‼️

 

ولكن سأظل أعشق وطني مصر .. حتى آخر يوم فى عمري????????❤