من الأصدقاء من يصحبك في رحلة العمر فتكون معه على طبيعتك إذ تظهر أمامه بكل نقائصك دون خوف من أن يحكم عليك بسريرته أو يلومك وهو بنفسه الذي عند قدميك أياما لا تجف دمعته يناشدك ويسألك بالله أن تلتفت إليه ليرى وجهك ويطمئن أنك بخير وأنت حزين مريض زاهد في الدنيا تمر بأعسر أيام حياتك وهو معك بدموعه .. بارتعاشة صوته ... بكل قلبه
ومن الأصدقاء من يدفعك طول حياتك لتكون الأفضل وعندما تفكر بطريقك تجد أن كل خير نلته كان وراءه هذا الصديق الذي يفرح لك بكل خير تناله دونه وتنفرد وقد أصبح رفيقا لعقلك ومؤيدا له في حين أوشكت أن تفقد عقلك فيصير سندا لك من حيث لا تدري ويمارس هوايته في قيادتك إلى كل خير ثم إيثارك به على نفسه
ومن الأصدقاء من يغمرك بعطف لا مثيل له وحب لا يتكرر على مدى الأيام لدرجة أن تساورك الريبة في عقلك أو عقله أو في الزمان والمكان والظروف التي جمعتكما إذ إنه فقط يريد أن يراك سعيدا فتظل تتساءل مندهشا متعجبا لماذا يرى ما لا يراه الناس وهو لا يكل ولا يمل يعطيك من معين لا ينضب ويتحمل جفاءك وتقلباتك حتى تتعجب من أين له بهذه القدرة العجيبة على الحب وهذا العطاء المتواصل .. يكمل جملك ويحقق أحلامك فتسأل نفسك متحسرا لماذا لم تقابله من زمن
ومن الأصدقاء من يدخل حياتك بنعومة متسللا بصوته الدافئ وحروفه الناعمة وجمله المرحة الضاحكة وابتساماته المتواصلة فتجده بعد قليل وقد امتلك عليك حواسك وقلبك وقد أصبح بعضا منك قريبا لعقلك وقلبك معا
ومن الأصدقاء من يمنن عليه ربه بهؤلاء الأنواع الأربعة فلا يجد إلاالكلمات القليلة يعطيها فتبدو فقيرة ضئيلة بجوار ذلك العطاء العظيم .........
مهداة لمن يعرفون أنفسهم جيدا :)