أن تملكتكم الحيرة حيالي فاجنحوا للرحمة، فإنني والله بوادٍ غير واديكم.. أراكم بوسع قلبي وتُطرب آذاني أناشيدكم، إنما لي عن مشهدكم مشهدٌ قصيٌ مسختفٍ باللفظ ساربٌ بالبصيرة، ولي عن كل ألحانكم لحن مغاير أثير.
فأما من سعى لى حتى كاشَفَ بصيرتي، فقد شارف مشهدي واتصل بي، فعرفته وعرفني، لا تثريب علينا في المحبة الكاسحة حينها.. وأما من لم يفعل، فلا ينكرْني، وإنني والله لن أنكره.. حقا ستكون بيننا وديان مهجورة، لكن عبورها آمن ومسيرها يسير.
وإنني وإن كنت أحتفي بواديَّ الركين، أعلم أن لكل منكم واديًا يؤرقه غيابه عنه ويدنيه منه حسن اليقين.. فلا أقيم على أحد منكم حدَّ الشتات، ولا أعيب على بعضكم شطط المسير.
كلنا تطمئن قلوبنا بجوار من يشبهوننا..
وكلنا نرجو من المختلفين عنا حسن القبول.