لقاء مع الرجل الثانى ..
^
^
^
جاء بكل تواضع
جاء إلى تلك المنطقه التى خرج منها وتركها..بعد أن سطع نجمه بسببها..
جاء بعد أن تقاعد وترك منصبه الكبير ، وليس هناك أمل فى أن يعود أو يجدد له ..
جاء بعد أن أوشك نجمه الساطع على الأفول ..
جاء يرتدى حُله من الكتان الأنيق البسيط وجلس بيننا..
جلس بكل تواضع وظل يلتزم الصمت وحوله يصدح الصادحون بتمجيده..
ظلت الأعين متعلقه به والكاميرات تسجل لفتاته ..
تحدث صاحب الدعوه الهمام بصوته الجهور وظل يرتل آيات التقديس ويتلوا أوراده ويمدح فى سيده الجالس..بجواره
ثم تحدث من يعلو قدره وتكاد تلامس هامته من يجلس بجواره
الرجل الثالث أو الرابع أو الخامس لا أدرى ترتيبه
لكنه أحد الأبناء الخارج من رحم المنطقه الولاده..
تحدث عن كفاح صاحبه وعن نجاحه
رغم خروجه من اسره فقيره ؟؟
رفت عين الرجل الثانى ..
ترى لما هل تذكر أم جرحته الكلمه؟؟ لاأدرى ..
تحدث غيرهما ظلت التلاوات تصدح فى المحراب..
وصاحبنا يصمت ..ويصفق عند نهايه كل خطاب..
جاء الدور..
تحدث..
نبرة صوته هادئه جسوره
يحمل كل مواصفات النجم..
تحدث عن كفاحه..
عن عمله..عن تلك المنطقه التى لم يكون لها وجود قبله
عن ركوبه الدواب فى الشتاء ليصل إلى النائى منها..
عن ركوبه المراكب الشراعيه ليصل إلى الغارق منها..
عن صعوده عن ذهابه إلى غيرها ..
عن شغفه بالعيش فى الهواء الطلق وعمله به
ثم عن كراهيته للقيد وبغضه للكرسى..
يالك من متواضع ..
أحقاً ؟؟؟
إنبهرت أعين الفتيات الصبوحات ..
إنبهر الشباب الواعد وحيا الأمل فى قلوبهم..
لم تلمس يده قطعه الجاتو التى وضعت أمامه ظل يرشف السوائل
من عصير ومياه غازيه وماء..
ترى هل تذكرك بشئٍ ما إعتدت عليه..
وعمرت به سهراتك؟؟
أترى هذا الورد الموضوع أمامك ..
لقد أحضرته لك..
أجل أحضرته أنا..
من حر مالى..
وأنا التى لم توضع يوماً فى إحدى كشوف بركاتك
أترى ذلك المفرش المفروش أمامك وتلك الطفايه..
إنهما لى أحضرتهم من بيتى من أجلك ..
لتزدان مائدتك
أترى تلك الساعه الأبنوس وتلك اللوحه الخشبيه المطرزه بالنحاس
والمنقوش عليها آيات الذكر الحكيم..
إنهما من إختيارى لكنهما ليسا من نقودى
بل دفع ثمنهما من كان يتمرمغ فى عطاياك وكشوف بركاتك
ولكنى لا أملك سوى عينى الذواقه وهو يعرف ذلك
فختارنى أنا لأختارلك هديتك..
أتعرف لماذا أجهدت نفسى من أجلك؟؟
لآننى يوماً ما عملت معك ..
هل تذكرنى؟؟
كنت لا أزال أحبوفى أولى سنوات دراساتى ومنحنى عميدى 10 أيام فقط عشرة أيام..
أتدرب فيها فى محرابك ومهد بطولاتك وإنطلاقتك..
كم كنت برئ..
كم كنت مثال للعمل الدؤوب..
كم كنت عظيم..
علمتنى أن أعمل بيدى..
أتدرى لازلت حريصه على نصائحك ..
لا زلت أحاول أن أعمل بيدى..
صافحتك وإبتسمت عيناك هل تذكرنى؟؟
حقاً أنا سعيده بلقائك أيها النجم الآفل..
ترى هل عدت كما تعود الأفيال إلى موطنها لتمت؟؟
لا أتمنى ذلك..
فلتشرق ياسيدى من جديد..فلازلت فى ريعانك
ورغم الستون لا زلت شابً لايتعدى الأربعين بيوم
اتمنى لك كل الخير..
أتمنى أن يختارونك مستشار للرجل الأول فهو صديقك
ورفيق سمرك..
لكن هل ستتذكر تلك العوده..
هل ستتذكر تلك الوجوه الطيبه التى إستقبلتك وأنت راحل
وإحتفلت بك..
لا أتحدث عن المرتلين ..
ولكنى أتحدث عن الوجوه البريئه الحالمه مثلك
قبل أن تصير الرجل الثانى
وربما الأول..
أتمنى ذلك..