أراني أبحث دوماً عن بر الأمان
ويجول فكري حائراً في كل شان
أتراه جمع مالاً يملاً أركان الخزان
أتراه سعياً لمنصبٍ ورفعة شان
أتراه في ملك قوة تقهر الأبدان
ظللت أقلب فكري في كل مكان
وأجوب ظهر الارض دائماً حيران
فرأيت جامع المال من حرصه مهان
من شدة خوف ذهاب ماله أصاب نفسه بالفقر والحرمان
ولما ظن أنه قد اكتفى وأن وقت المتعة حان
أتاه ملك الموت ليقبض روحه بلا استئذان
فعلمت أن جمع المال ما هو بر الأمان
فرأيت صاحب منصبٍ قد بلغ العنان
لكن تذلل المنافقين حوله أورثة من الكبر أطنان
فظن أن الخلق ملك يمينه وأنه لهم سجان
فنظرت إلى كبره ثم فادح ظلمه فأصابني الغثيان
فقلت بعداً ثم سحقاً لمنصبٍ يجعل صاحبه أخا الشيطان
فعلمت أن المنصب ما هو بر الأمان
فنظرت صاحب قوة من بأسه يرهب الشجعان
فالتف حوله أصحاب سوءٍ صبيان جان
فصار يبطش بخصمهم حتى ولوأن حقه قد بان
فصيروه ظلوماً غاشماً في أكل الحقوق ليس له مثلان
فعلمت أن القوة ما هي بر الأمان
كيف السبيل إذاً وما هو بر الأمان
فوجهت وجهي إلى مولاي ضارعاً وفي عيناي الذل بان
ورجوته من كل قلبي مخلصاً أن يهدي فكري الحيران
فرأيت النور يملؤ قلبي قائلاً إن النجاة في هدى الرحمن
في دمعة يتيماً كفكفتها ومن يديك نال الحنان
في كسرة خبز أطعمتها فم الفقير فبات يدعوا لك بالغفران
في حاجة لأخيك قضيتها فأدخلت على قلبه البشر والامتنان
في ركعة في جوف الليل أخلصتها فنلت بها رضا الرحمن
رباه أن الحق بان رباه أن الحق بان رباه أن الحق بان