كان عندنا فى بلدنا
ماكينة ووابور طحين
تسمع صوتهم من بعيد
كانوا جنب السكة الحديد
صوتهم زى غنوة حنين
الوابور فى أول البلد
والماكينة فى آخرها
مكفيين طحين البلد
إللى ياما عشنا فى خيرها
كانوا بيخوفونا واحنا صغيرين
يقولوا فيه عفريت
جوه ماكينة الطحين
وكل سنة لازم تتظفر بدم
نخاف نلمس السيور
إللى عليها شحم
عشان نبعد عن جسر القطر
إللى رايح وإللى جاى من مصر
نروح نطحن الغلا والذرة
بعد الرحايا والتعب والضنا
بقينا مترفهين
عندنا ماكينة ووابور طحين
نقف بالحمير
والعربات الكارو
نستنى دورنا
ولما نخلص الطحين
تشم ريحة الدقيق
والخير مالى دارنا
ريحة العيش في الفرن البلدى... بيفحفح
العيش خارج زى مولود بيضحك... عيش مرحرح
وكنا فرحانين
عندنا ماكينة ووابور طحين
من يوم ما كفوا عن الدوران
وسكت صوتهم
زى صوت السواقى
بعد ما كان صوتهم
بيوصل للغيطان
ويسقى الأرض
إللى كانت شراقى
ويطرح زرع أخضر
منور بالسنابل
ومن الفجر نصحى
نحصده بالمناجل
وندرسه فى الجرن
وننخله بالمناخل
كانت فرحة الخير
تنسينا الهموم والحمايل
كان عيب تروح الفرن
تشترى عيش
زى أهل البندر
بيسموه عيش بدورين
لو ست البيت اشترت
تداريهم تحت الشاش
أو جوه هدمتين
شوف كنا فين
وروحنا لفين
آه ...... يا بلد
آه ..... وآهين
كان عندنا هنا
ماكينة ووابور طحين .