حين يختلط الطحين بالدم
ويصبح رغيف الخبز
يحمل معه الموت
وتصبح الأرض كلها سوداء
نكاد نموت جوعا
تقرقر بطوننا
حتى إذا تصدقتم علينا
أرسلتم لنا الغذاء
نتناثر عليه كالطير
تنقض على الحبوب
نلتقط ما على التراب
لكى نصنع منه الحساء
فنرى أصوات البارود
تسكن الصدور والرءوس والأقدام
من أجل حبة أرز
أو شربة ماء
نصرخ فى الظلام
لكى نسمع بعضنا
لكن أصوات البارود
تدوى فى آذاننا
فيضيع صراخنا فى الهواء
ننظر حولنا ...
فنرى بعضنا جرحى
والبعض الآخر
أرتقى مع الشهداء
تغيثوننا بالطحين
فمن سيأكله الآن
حتى الطير احترقت
ماتت في السماء
خاب ظننا
خاب رجائنا
فبنو عروبتنا مشغولون
إنهم يحتفلون فى المساء
لايحبون من يعكر صفوهم
أو يسمعهم كلمات تلومهم
فالعدو والصديق عندهم سواء
يتراقصون على نغماتهم
وهنا نبحث عن الجثث
فنخرج بعض الأشلاء
يقولون نحن أمة واحدة
كالبنيان المرصوص
ولسان حالهم يقول
نحن منكم أبرياء
لكم الله يا أهل غزة
هو المستعان
فمنه المدد
وهو فعال لما يشاء .