جمعتنا الاماكن.... و فرقتنا تلك الشاشات الزرقاء اللعينة، سرقت جمعنا و لمتنا، تشرذمنا.... بات كل شخص في اتجاه... و.... مكان غير الآخر ، تواصلنا مع المجتمع و تفرقت أسرنا، هل هذا ما نتمناه و نسعى اليه....؟؟
تالله ابدا... ماتمنيا ذلك ابدا ، و ما حلمنا بذلك قط ؟........ لكن بتنا سجناء.... غرباء خلف تلك الشاشات اللعينة على غفلة دون ان ندري...أَسَرتنا و سيطرت علينا حتى اصبحنا لا نستطيع الاستغناء عنها لحظة واحدة .
كان عندما يمرض جار كنت تجد كل الجيران في جمع عنده..... فبكلمة طيبة و بسمة عطوفة يُشفى وجعه و ينسى ما به من هم... الم و وجع، كنا نتبادل اطراف الكلام فيربط كل منا على قلب ❤الآخر فينسى ما به من هموم و يخفف كل منا عن الآخر حمله...... أما اليوم.... فهي فقط رسالة عبر ما يسمى بالتواصل الاجتماعي.... فيس.... واتس.. او ماسنجر.
باتت تلك الرسائل.... خاوية... صامتة... تفتقر لطعم الحياة و لذة اللمة وفرحة اللقاء، افتقدنا ان نسمع صوت الغير فنشعر بوجعة دون ان يبوح و تحكي نبرة صوتة عن وجعه دون ان يدري ، باعدتنا..... اميال واميال بالرغم من انه يجمعنا مكان واحد، اصبح كل فرد له اصدقائه و مشاكله واهتماماته بالرغم من انه بعيد عن اخوه الذي يجلس بالكرسي المجاور لأريكته المتكىء عليها، تبا لتلك الشاشات اللعينة التي شرذمت قلوبنا و فرقتنا لأشلاء و نحن في غفلة لا ندري، سرقت منا اجمل فرص اللمة.... الضحكة و اللقاء وحبستنا خلفها حتى صرنا..... سجناء.