كان في ٣ شباب كل يوم يعدوا من منزل الشاعر اللبناني طلال حيدر.. هو ميعرفهمش وبيته كان يطل على غابة وكان يستغرب ويسأل نفسه ياترى الشباب دي بتدخل الغابة من اول الصبح وتخرج في المساء كل يوم بيعملوا ايه جوا؟!
وهما داخلين الغابة كانو يرموا السلام على طلال حيدر وهما خارجين يرموا السلام.. فصارت صداقة من نوع خاص بينهم.. كلام كتير بتقوله كلمة صباح الخير او مساء الخير..
وفي يوم من الأيام الشباب دخلوا الغابة الصبح مخرجوش منها المساء.. فضل قاعد مستنيهم ساعات طويلة جدا وبرضو مخرجوش..
وإذا به يسمع مذيع التلفاز يقول إنّ ثلاثة شبّان عرب قاموا بعملية فدائيّة وسط الكيان الصهيوني، و عندما شاهد صور الشبّان الثلاثة فوجئ أنّ الشبان الذين استشهدوا هم أنفسهم الشبان الذين اعتاد أن يتلقى التحية منهم في الصباح و المساء…
وعُرفت تلك العملية بعملية الخالصة، التي نُفذت في مستوطنة كريات شمونة، شمال فلسطين ، في صباح 11 نيسان 1974، وكان أبطالها من مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، وهم الفلسطيني منير المغربي (أبو خالد)، والحلبي السوري أحمد الشيخ محمود، والعراقي ياسين موسى فزاع الحوزاني (أبو هادي)…
فكتب لهم.
وحدن بيبقو متل زهر البيلسان
وحدهن بيقطفو وراق الزمان
بيسكروا الغابي
بيضلهن متل الشتي يدقوا على بوابي
على بوابي
يا زمان
يا عشب داشر فوق هالحيطان
ضويت ورد الليل عكتابي
برج الحمام مسور وعالي
هج الحمام بقيت لحالي لحالي
يا ناطرين التلج ما عاد بدكن ترجعوا
صرخ عليهن بالشتي يا ديب بلكي بيسمعوا
وحدن بيبقوا متل هالغيم العتيق
وحدهن وجوهن وعتم الطريق
عم يقطعوا الغابي
وبإيدهن متل الشتي يدقوا البكي وهني على بوابي
وغنت فيروز ولحن زياد الرحباني.. ياناطرين التلج ما عاد بدكن ترجعوا صرخ عليهن بالشتي ياديب بلكي بيسمعوا…
عم يقطعوا الغابي.. وبإيدهن من الشتي يدقو البكي وهني على بوابي..