اتذكر يوم ضرب مطبخ الجنود خارج الكتيبة
...اقترح علينا ..السيد النقيب محمد محمد تعيلب
..وسيادة النقيب سامح ..بان مخازن الطعام ..باحد العمارات السكنية المهجورة في بور فؤاد
وتبعد عن الكتيبة بحوالي ٢ كيلو متر ..اقترح مين فيكم يقدر يجيب لنا ...علب محفوظه من المخزن
رفعت ايدي انا وجندي اسمه فاروق مكاري سناده ..من..المراغة سوهاج ..وجندي نجيب اسكندر من بني مزار ..وجندي عباس احمد من منطقة اسمها عرفان في اسكندرية ..وجندي احمد عرفات من الانفوشي ..ورقيب احمد عيسي من الشرقية ...ورحن المخزن لقينا العمارة السكنيه مضروبة .. كلها انهارت وعاليها جه واطيها ..الا البدروم كان مفتوح منه شباك مستطيل يشبه شباك المترو الان ..بس اوسع شوية ....طب مين جسمه رفيع ...عباس احمد بتاع عرفان اسكندرية ...تقدر يا عباس ..قال ااقدر علشان اخواني تاكل وتقدر تصلب طولها ..امام الخنازير اللي بنحاربهم ..وخلع الافرول ..وبقي بالملابس الداخلية ...وبدا بدخول رجليه وهو نايم منبطح ..ونط تحت حوالي مترين او ثلاثة ..وبدا يفك الكراتين من احزمتها علشان يوفر لنا حبل ً نسد منه ..وبعد ما قام بربط عدة احبال ..احبال بلاستك ..زي بتاعة البالات .. وعثر علي ماسورة ستارة ..ورفع لنا اول الحبل علشان نسحب وربط اول كرتونه. ً....وسحبناها ..هو تحت في ضلمة .... صرخنا وقلنا ..نشنت علي واحدة ..ياعباس طلعت فول مدمس محفوظ ... قال انا شايف حاجة ..وربط التانية ..برضه فول .. قال كفاية كده انا صايم قرفتوني ....قلنا له اطلع قال فيه شوال .فاضي انا هحط فيه شوية بصل واقراص سبرتو .. ولقيت حلة كبيرة قلنا له هاتها .. البدروم فيه مخلفات معيشة كنب وانترية وحلل .. ..والحاجات دي ....متجنبه في ركن من المخزن ... رص حبة حاجات فوق بعض ..وخرج .. .....ورجعنا للكتيبة ..وبدانا نفتح العلب ونفضي في الحلة لغايه.ما ملينا الحلة ..جاء الينا ..حصول سيد احمد محمد عبد المجيد هاشم من الشرقية .. وقال يا اولاد الذين ..انا هحاكمكم ..بعد الحرب ما تنتهي . وضحك .. وخلع السترة وقعدنا نولع ..اقراص سبرتو تحت .حلة الفول .ً.. وجلس معنا بعض السادة الضباط ... وبدانا ناكل . كانت ساعة الافطار قد حانت ..واستغل اليهود الكفرة لحظة الافطار ..والقوا قنبلة الف رطل علي دشم الصواريخ الهيكلية اللي كانت مصنوعة من الخشب والخيش ملفوف حولها بلون الصواريخ الحقيقية ..... ولكن بعد الغارة ..دي ...وجدنا ..عريف اسماعيل من سوهاج العسيرات ومن كتيبة النيران ..قد لقي ربه شهيدا ....وكان قد اكل بعض لقيمات يقمن بها صلبه ... وما هي الا حوالي عشر دقائق .. واقسم بالله حصل ..ان راينا ..صاروخ من كتيبتنا يصعد بسرعة البرق ..وتتهاوي منه المؤخرة ....وترشق راس الصاروخ في طائرة معادية شوهدت وهي تهوي في القناة ...وصرخ الضابط العظيم الراجل الشهم الاسد المغوار .. اخدنا بتار اسماعيل .... وظرفنا دموعنا ..لا ادري فرحة عن ثار اسماعيل ولا حزنا علي فراقه ..والان اقسم بالله انني ذرفت الدموع الان ..بعد قرابه..45 سنة
ملحوظة يسالني البعض كيف تحفظ هذه الاسماء بعد 47 سنة ومنها ////اسماء ثلاثية واسماء رباعية .... السبب بسيط جدا ..انا كنت اشارك في كتابة اوامر الكتيبة // واقرائها في الطابور .. والاسماء بعضها عالق في ذهني من شدة حبي لزملائي .....كل سنة وانتم طيبين ..
من كتابات ابطال جيل الشمس
للمقاتل محمد مهدي الكتيبة 652 دفاع جوي
ضمن اللواء 98 تحت قيادة العميد فليب نصيف زخاري