السلام عليكم و رحمة الله ....
كم جميل ان تكون مظلوما ... اذا ما خيرت ما بين ان تكون ظالما ... أو مظلوما ....
و الاجمل و الاحلي .... ان لا تكون هذا ... و لا ذاك ....
دعونا نتفق ... اننا كثيرا ما نشعر بالظلم ...
و هذا الشعور سريع الاشتعال .. كثيرا ما يراودنا بعد احتكاكنا مع زملائنا ...., اخوتنا .., اصدقائنا ... و رؤسائنا في العمل .. او المنتديات
الشعور يتولد تلقائيا ... طالما ان الامور لم تسر علي الهوي الذي يعجبنا ..... في هذه الحاله .... ننزوي .... و تبدأ انفسنا بارسال اشارات الظلم الي سائر مناطق الجسم و الفؤاد .... ثم الي المحيطين من حولنا .. حتي تذرف الدموع بحيرات و بحار ... :)
المشكله تزداد تعقيدا .... عندما نصدق انفسنا باننا مظلومون بحق .... !!
في عملي .. اصادف كثيرا من الزملاء .... يشكون ظلم رئيس عملنا ... لهم .... و ما ان يقص زميلي "المظلوم" حكايته .... حتي اشاركه احساسه بالظلم .... و ادعوا له بالصبر علي من ظلمه ..
ثم تمر الايام .... و اتقابل مع رئيسنا ... و نتطرق اثناء الحديث بالمصادفه او عمدا .... الي قضية زميلي المظلوم .... فأكتشف ان الظالم الحقيقي ليس مدير العمل .... و انما زميلي نفسه .... لأنه غالبا ما يكون قد اخطأ ... او لم يتبع تعليمات ما من تعليمات العمل .... و عندما تعامل معه "المدير" برد فعل .. تناسي ما فعله هذا الزميل.... و لم ينفك لا يذكر الا ظلم "المدير" له ... !!
قطعا هذا الشعور .... تختلف درجة اشتعاله من شخص لآخر .. فالشخص الذي يميل الي الموضوعيه و المنطق ... غالبا لا يشعر بالظلم اذا اخطأ دون قصد او بقصد... و انما يكون مقتنعا في قرارة نفسه بخطأه و رد الفعل الممارس ضده .... و يشعر - فقط - بالحزن علي حدوث الخطأ و فقط ..
اما اذا كان الشخص بعيدا عن الموضوعيه .... او له منطقه الخاص و المتحجر .... في هذه اللحظه سيظل يري نفسه "مظلوما" الي ما لا نهايه .... ثم يبدأ بتصدير احساسه للجميع ... حتي يصدق و يصدقوا .... انه - المسكين - مظلوم ....
من قناعاتي الشخصيه .... ان معظم المظلومين ....هم في الحقيقه .. ظالمين .... اما لأنفسهم او لغيرهم ....
علي الجانب الآخر من الحياة ... هناك ظلم حقيقي ..... و هذا الظلم البين يكون اوضح من اي منطق او موضوعيه .... و لا يحتاج لمقالات لشرحه
تحياتي العطرة
:)