السلام عليكم و رحمة الله
من المؤكد ان الجميع يتابع ما يحدث في سوريا الشقيقه بمزيد من الاسي .... و الحسرة ... فما يأتي عبر الاعلام يؤكد ان مآسي من النوع الثقيل ترتكب هناك ... كما ان اعداد النازحين السوريين التي عبرت الي الجار التركي تؤكد ان أمرا عضالا يحدث .....
ما علينا :) ..... فما يحدث في سوريا الآن ... حدث و يحدث خلال ربيع الثورات العربيه الممتد بلا صيف يعقبه ..... و شهدت دولا مثل مصر و تونس و ليبيا و اليمن و سلطنة عمان و البحرين .... "سيناريوهات" متشابهه الجوهر .... مختلفة التفاصيل ....
في الحقيقه الذي يجعلني افكر في سوريا تحديدا .... هو شخص رئيسها الشاب بشار الاسد .....
فالرئيس درس الطب .... و تخصص في طب العيون (الرمد) ... و افتتح عيادة في لندن .... و تزوج من سورية انجليزيه .... عاشت معظم حياتها في عاصمة الضباب .... !!!
اذا هو انسان مثقف .... و " متنور"
طيب ..
استعدت ذكريات تعيين بشار الاسد رئيسا لسوريا عام 2000 (علي ما اذكر) .... فاتذكر ان بشار الاسد لم يكن علي قائمة المرشحين لخلافة والده .... بل كان اخاه باسل الاسد هو الشخص الذي يتم اعداده لخلافة ابيه ..... و لكن باسل الاسد توفي في حادث سياره ...
تسارعت الاحداث .... و توفي الاسد (الاب) .... و استدعي حزب البعث الحاكم .... نجل الرئيس الراحل ....... الشاب بشار الاسد و الذي لم يتعد الخامسه و الثلاثين ... لمهمة عظيم و مجد اعظم لا يقدر عليه و لا يستحقه سواه !!!!
ساعتها .... اتذكر اني كنت مندهشا جدا جدا .... و كنت - و ببراءة الاطفال - اعتبر النظام السوري ممثلا في حزب البعث .... نظاما وفيا لحافظ الاسد و حافظا للجميل :p..... فلم يشأ ابدا ان ينقض احد من البعثيين علي كرسي الرئاسه ... قعدت عليه مقعدة أسد .... و انما قرروا ان يحفظوا جميل الزعيم (الاسد الاب) و يجعلوا كرسي الحكم تحت اقدام انجاله .... !!!
كم كنت بريئا و ساذجا .... حينما كنت افكر في ذلك .... و بذلك المنطق ....
اواصل استرجاع الذكريات ..... و اتوقف عند دهشتي حينما علمت ان الدستور السوري يشترط ان يكون الرئيس ضابطا في القوات المسلحه و ان هناك سن معينه لرئيس الجمهوريه ..... و في سبيل منح بشار الاسد المنصب الكبير .... تم منح الدكتور رتبة فريق في الجيش !!!! ..... و هي رتبه ضخمه لا يتأتاها الا من شابت سنين عمره في تراب العسكرية و خاض من الحروب ما خاض ....
الاجمل .... و الاحلي .... ان البرلمان السوري .... قرر في ساعتين .... تعديل دستور الجمهورية العربية السورية .... ليتم افساح الطريق للدكتور بتولي سدة الحكم ..... خلفا لأبيه ..... بدون عوائق دستوريه متمثله في الامور البسيطه التافهه :) مثل السن و الرتبة العسكرية .... الخ
اذا ..... اصبح الفريق الدكتور بشار الاسد .... رئيسا لسوريا .... في اول توريث في نظام جمهوري في العالم .... و ما علينا :)
و رغم كل ذلك .... لا ادري لماذا كنت اشعر ان هذا الرئيس سيكون مختلفا ..... و لم لا ؟ ..... فهو شاب .... و طبيب .... و عاش علي اراض اعرق ديمقراطيات العالم ... اذا لابد ان تكون تركيبته الثقافيه مختلفه ... او هذا ما كنت اظنه !
مرت السنين ... و لم يحدث اي تغيير في الشأن السوري ..... و انطفأت تماما تلك الشعارات البراقه التي نادي بها الرئيس السوري في بداية حكمه .... عندما تحدث عن الاصلاح و النقله النوعيه للشعب السوري .....
عذرا - معالي القارئ - علي هذه المقدمه التاريخيه ..... لكني اراها ضروريه .... لكي تتوحد معي في تلك الافكار التي انوي ان اطرحها عليك - صديقي القارئ - بشأن هذا الرئيس و من كان ينوي ان يكون قرينه ....
رغم كل ما حدث ... و يحدث ... و سيحدث في سوريا ..... فاني اشعر ان الرئيس السوري بشار الاسد .... مظلووووم !!!!!!!!!
ارجوك - صديقي القارئ - لا تنزعج .... من هذا الحكم الغريب في هذه الظروف الغريبه التي يمر بها الشعب الشقيق .... و دعني اشرح لك
في تصوري ان الرئيس بشار الاسد .... ليس رئيسا بالمعني المفهوم .... و انما هو واجهه لنظام لا يتحكم فيه ... و لا يدري عنه شيئا ..... و ان دري لا يقدر علي شئ ... فكل رموز نظام ابيه مازالت علي حالها في سدة الحكم ..... و وزير خارجية سوريا ابان حكم ابيه اصبح نائبا لرئيس الجمهوريه ... بعد ان اطاحوا بعبد الحليم خدام نائب الرئيس و الذي من المفترض ان يكون هو الرئيس !
اذا هناك عصابه ان صح التعبير ..... لا تريد من يطيح بها و بمصالحها من حكم البلاد .... فارادت ان تظل متحصنة في مواقعها ...... و ان تدفع الي الواجهه شخص تتحكم فيه و لا يتحكم فيها ...
و اغلب الظن ان هذا ما تم مع د بشار الاسد ...... فتم دفعه الي الواجهه بلا انياب .... فبدا كالحمل الوديع لا يلوي علي امره شئ .....
فلا يمكن ان اتخيل ان شابا بهذه الثقافه .... يترأس نظاما يعتبره العالم العدو الاول للانترنت علي وجه الارض .... رغم ان رئيسه طبيب ....
و لا اتصور ان يكون هذا الشاب غير متصور للوحشية التي ترتكبها قواته ضد الشعب ..... رغم انه فريق
الا ان يكون هذا الرئيس .... اصلا ليس له صلاحيات علي الجيش !!!! .... و غير قادر علي اتخاذ قرار يتيح الانترنت لشعبه ...
لقد تابعت خطابات هذا الشاب الاخيره .... و وجدتها املائيه انشائيه .... كمن كتبها "احدهم" له ..... و كان ينتابني ان هذا الطبيب غير مسموح له ان يقول سوي ما قال !!! .... و لكن اتوقف عند كلمته عندما التقي الوزاره الجديده التي عينها مؤخرا خلفا لوزارة ناجي عطري المقاله ..... توقفت عندما ضغط علي اسنانه عندما قال "الشعب يتحتاج الي كرامه" .... ثم بعد ساعات ..... قام الجيش السوري بارتكاب المزيد من الفظائع .... حسب ما شاهدنا في وسائل الاعلام .....
قد يقول قائل .... و ما المانع ان يكون كلام بشار عكس افعاله ...... فمعظم الرؤساء المطاح بهم و الرؤساء الذين سوف يطاح بهم باذن الله ... قالوا نفس الكلام تقريبا .....
ما المانع ان يكون بشار الاسد اصغر الدكتاتوريين سنا .... و آخر العنقود !
لا ادري لماذا لا استسيغ ان تكون تركيبه هذا الشاب .. الذي يقود سيارته بنفسه .... و الذي يبتسم كالاطفال عندما يصفق له المنافقون تحت القبه المزيفه ..... لماذا لا استسيغ ان يكون هذا الشاب دكتاتورا .....
لكني عندما اراجع الخلفيه الثقافيه لهذا الشاب ..... و اتذكر سنه الصغير نسبيا عندما تولي الرئاسه .... اشعر انه مجرد واجهه .... لا حول لها و لا قوة ..... فلو كنت مكانه :) .... لكنت نسفت حمامي القديم منذ زمن بعيد ...... :) ..... بل كنت نسفت الحمام من اساسه ... لأن هناك ما يسمي حماس الشباب ..... و حماس الشباب لدي بشار بشار الاسد اما انه تبخر .... او انه محبوس و لا يراد له الخروج
علي كل الاحوال .... هذا ليس دفاعا عن الرئيس بشار الاسد ..... فهو في النهايه الرئيس .... و هو المسؤول عن ما يحدث لشعبه .... سواء اكان هو المتحكم او غير المتحكم .... ففي النهايه هو في الدرك الاسفل من نار التاريخ .... ان لم يتحرك ..... و اغلب الظن انه لن يتحرك
علي نفس المنوال .... و لأن الشئ بالشئ يذكر .... اتذكر الشاب ايضا .... سيف الاسلام القذافي النجل الثاني للزعيم الليبي ... عندما بدأت الثوره الليبيه .... كيف تحول الشاب الاصلاحي المثقف و الحاصل علي الدكتوراه "المشكوك فيها" .... كيف تحول الي وحش كاسر ....
في هذا الشأن كنت اتحدث منذ ايام مع استاذ علم نفس .... قابلته بالمصادفه .... و تطرقنا الي تحليل هذه الشخصيات الفريده .... و التي تكافح لحجز مكانها في قعر التاريخ .....
قال لي الاستاذ .... ان سيف الاسلام كان قاب قوسين من الحكم خلفا لوالده ... وعندما بدأت الثوره الليبيه ضد والده و عائلته .... طار عقله بعدما طار العرش .... فطارات رصاصاته ضد شعبه الذي بدد حلمه الرئاسي "النبيل" ..... :) ...... ثم تطور الوضع ليصبح دفاعا عن ابيه "الرمز" .... بنعرة قبليه بحته ....
في النهايه .... اختم بهذه الهمسه .... و اذكركم انه لولا الثوره المصريه .... لكان يحكم مصر ابتداءا من سبتمبر 2011 ..... واجهه جديده ..... متطابقه تماما في مواصفاتها مع الفريق الدكتور .....
قولوا معي .... الحمد لله ...
:)