صحوت علي هاتف دفعتي و صديقي و بلدياتي العقيد الدكتور سيد خليل .. و هو يهنئني بعيد ميلادي .. في اتصال غال من غال .. ، عدت الي النوم فاذا بزميلي و صديقي الغالي الرائد احمد فريد يتصل أيضا للتهنئة .. .. ربما سنوات طويلة .. لم ترق هذه المناسبة لتجعلني استقبل اتصالا واحدا .. ، اليوم اتصالين دفعة واحدة لمناسبة ليست مناسبة "جامده" من وجهة نظري 😀 .. و لكنه بدا كأنه حدثا فريدا هذه المرة .. ،
و لأنه يوم فريد .. ليس لأنه يوافق عيد ميلاد والدي ايضا .. و لكن احدي بناتي تريدني أن اشتري "تورته" للاحتفال ... ، و التورته علي حساب مين يا بنات ؟ .. ، علي حسابك يا بابا 🙄
ثم ازداد الأمر تعقيدا ... ، الصغري تسأل عن رقم الشمعة التي سنضعها علي التورته ... أجبت سريعا .. شمعتين كل واحده رقم 1 ..و انتهي الأمر .. ، الوسطي لم تقتنع .. ، اجبتها سريعا ... نخليهم شمعتين كل واحده علي شكل رقم ,2 .. ، الكبيرة .. قطبت حاجبيها دلالة علي عدم الاقتناع ... ، قلت : .. اذا شمعتين .. كل واحده علي شكل رقم 3 و ده آخر كلام .. ، و يبدو أن سن 33 عاما بدا مقنعا لهن .. و الحمد لله كثيرا علي "كده" 😀 .. ،
الحقيقة .. ليس الهدف من هذا المنشور .. هو الاحتفاء بعيد ميلادي .. فعمري توقف عند ال 28 منذ سنين طويلة .. لكن بموقف آخر جميل جعلني ممنونا .للغاية .. تزامن حدوثه الآن ..
منذ حوالي شهر .. كنت قادما من عملي بمحافظة البحر الأحمر الي الاسكندرية ... و تصادف انه في نفس يوم السفر .. كانت مباراة الاهلي و الزمالك لكرة القدم .... ، توقف الباص في أحد الاستراحات علي الطريق .. ، السائق قال نصا ان الاستراحة لمدة نصف ساعة .. لانه يعرف ان معظم الركاب يريدون متابعة المباراة .. ،
سحبت كرسيا امام احد شاشات الاستراحة .. ..و طلبت "ساندوتش" ... و تابعت المباراة التي كان الأهلي متسيدا فيها (كالعاده 😉) .. ، و كان طرف عيني علي الباص الواقف امام الاستراحة ... ، و لأن اهداف الاهلي بدأت تتوالي .. سرحت تماما في المباراة .. الي ان تسرب القلق لي .. و نظرت الي باب الاستراحة .. فاذا بالباص قد غادر و تركني ... ، و يا له من موقف ..
وقفت امام الاستراحة ليلا .. اسأل .. فاخبروني انه غادر منذ زمن ... ، .. الجو ليلا .. ، و انا في منطقه لا اعلم هل هي تابعه للسويس او البحر الأحمر ... سألت عن ارقام هواتف للسائق او الشركه .. لا يوجد .. ،
وقفت افكر في حلول بديله سريعا ، و القلق يزداد علي متعلقاتي داخل الباص .. فكرت في مواصلة اخري بديلة للقاهرة ثم الاسكندرية .. و اهلا بالعذاب .. .. ، فاذا برجل محترم يظهر فجأه و يسألني ما المشكلة ؟ .. فأخبرته ... فقال لي تعال معي ... و اذا به يركب سيارته و انا بجانبه ... ، و انطلقنا علي الطريق .. ، الرجل يقود علي سرعة وصلت الي 140 كم في الساعة تقريبا .. ، مرت خمس ثم عشر دقاىق .. ثم ربع ساعة .. و لم يظهر الباص ... ، و الرجل يقود بسرعة كبيرة مصرا علي اللحاق بالباص ..، و هو لم يسالني من انا مثلا و انا لم اطلب منه هذه التوصيلة اصلا ...
بدأت المسافة تطول و الوقت يمر ، و الحرج يزيد من هذا الرجل ، ... سألته من يكون .. فاذا به صاحب الاستراحة التي كنا فيها .. ، فقلت له بما انك صاحب الاستراحة فانا لم ادفع ثمن طلباتي 😅 .. ، و وضعت الثمن في السيارة و هو يرفض ذوقيا لكني اصريت .. ، المهم بعد 25 دقيقة كاملة و مسافة لا تقل عن 70 كم وجدنا الباص و اوقفناه ... بعد ان شكرت هذا الرجل النبيل علي موقفه و عن ال 140 كم التي قطعها من أجلي ذهابا و ايابا .. و حتي هذه اللحظه هو لم يسالني عن اي معلومات تخصني ..
منذ ساعات و انا عائد من عملي مستقلا نسخه من نفس الباص ، توقفنا عند نفس الاستراحة .. ، اول شئ فعلته هو السؤال عن صاحبها و هو الاستاذ احمد عبد الرحيم ... ، قابلته .. شكرته بعمق علي موقفه معي الغير متوقع .. و تعارفنا .. و اخذت معه هذه صورة ..