هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لن يغير من الحقيقة شيئا | 2024-07-26
  • لا لمسؤولية بيت ابني المتزوج | 2024-07-26
  •  دراسة التاريخ ليست إلهاءً | 2024-07-26
  • دَغبَش | 2024-07-25
  • الحرب والشتاء  | 2024-07-25
  • مرة أخرى | 2024-02-08
  • أول ساعة فراق | 2024-07-26
  • لحم معيز - الجزء السابع والأخير | 2024-07-25
  • لم أكن أعرفك … | 2024-07-26
  • لماذا المنهج الصوفي أفضل من السلفي؟ | 2024-07-26
  • الإنتاج هو الحل،، كبسولة | 2024-07-26
  • وكلما مر عليه ملأ من قومه !!!!! | 2024-07-25
  • ماتت سعادتي | 2024-02-05
  • دواء الدنيترا و سرعة ضربات القلب ، حالة خاصة ، ما التفسير؟ | 2024-07-25
  • انت عايز تتربى  | 2024-07-24
  • سيدات ثلاثية الأبعاد | 2024-07-24
  • أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه في رؤيا منامية، هل تلزم الرائي ؟ | 2024-07-24
  • المعنى الحقيقى للزواج فى زَمَنِنا هذا | 2024-04-05
  • الفجر والغسق | 2024-07-24
  • ليس محمد صبحي !! | 2024-07-24
  1. الرئيسية
  2. مدونة د محمد عبد الوهاب بدر
  3. نابروجادا ... الثائرة
 

لا ادري هل اكتب عنها ام عن مقطوعتها !
اعرفها شخصيا ، سأدعي اني اعرفها ، ليست بالمعرفة العميقه تلك ، بل هي أشبه بمحاولات الجيوش و هي تتحسس قريناتها قبل الوغي ... ،

أن تعرف الكاتب قبل أن تقرأ له ، تجربة مختلفة بحق ، قد تتماثل الي حد بعيد مع تجربة الكاتب نفسه حين يكتب ...

قابلتها منذ عدة سنوات ، مرة أو مرتان ، في مناسبات تطوعية عامه اشعر انها لا تروقها كثيرا لكنها كانت موجوده كالتزام ادبي فرضته الظروف ، قرأت بعضا من ملامح أفكارها أو هكذا خيل لي ، هي ثائره ، ثائره علي التقليدي من الأمور ، ثائره هي علي الرجال و النجوم معا ... سواء اكانت في السماء أو علي الاكتاف ... ، متحفظة هي دائما .. طالما علي الاراض الشرق اوسطية..

منذ ذلك الحين ، لم اسطع ان اخفي إعجابا حادا بأسلوب أدبي رفيع انيق ذي طلاوه ... تطل به تلك الفتاة بين الحين و الحين علي حسابها الفيسبوكي العامر ... ، و منه عرفت أن لها من بنات الافكار ما هو منشور ....

في يوم جنوبي طويل يشبه نهاية روايتها، و قد انهيت لتوي مباراة في كرة اليد كنت اديرها في تلك المدينه الصعيديه الكبيره ... منتظرا قطارا يقلني الي العاصمة... موعده يحين بعد ساعات طوال عجاف ، قررت أن اتصفح بعيني عناوين كتب يبيعها خباز بجوار خبزه !!!، ربما قد أدرك هذا الخباز الجنوبي بحدسه أن الكتب ما هي إلا خبز ايضا ..

لفت نظري ذلك العنوان من كلمة واحدة! .. ، لا ارتاح ابدا للكتب ذات العناوين المقتضبه المبهمه ، اشعر انها محاولة يائسة من بائع يجذب انتباه زبونه ، لكن ما أن قرأت اسم الكاتب ... تراجعت خطوات الي الخلف ... ، انها سلمي انور اذا ، اعرفها ، و سبق لي أن تذوقت - بتلذذ كامل- أسلوبها الشيق كامل الدسم ،

سأشتري اذا هذه ال " النابروجادا " .. و علي محطة قطار اسيوط سأقتل بها انتظارا طويلا مصحوب بارهاق متمكن ... لقطار يقلني الي الشمال ....

البدايه مع " النابروجادا " كانت كسيارة تأبي أن يعمل محركها ... و سائقها علي وشك الاستسلام ، ... لكن مع الاستمرار دارت المحركات و انطلقت بتسارع لافت ...

أحداثها تدور في الدينمارك... كوبنهاجن تحديدا ... تلك المدينة التي زرتها مرتين ، تجولت فيها مشيا علي الاقدام ، ذقت لسعة بردها الثلجي القارص ، قضيت احتفالين متتاليتين لرأس السنة فيها ، لذا شعرت بارتياح خفي لكون الأحداث تدور فيها... ،

استمتعت " بسلمي" و هي تتألق في ذلك الوصف النفسي الانساني العميق لتلك الفتاه المصرية - التي تتشابه و الكاتبه - التي قررت أن تثور علي اوضاع طبيعية روتينية ، و أن تفر ، ....

من الأمور التي لفتت نظري أثناء الالتهاب ... تقسيم الرواية علي هيئة ابواب ، كل باب تذيله عبارة لشخصية عامه او اديب معروف، متأثره سلمي انور باحلام مستغانمي ... و بالاسود الذي يليق ...

يمكن القول أن نابروجادا خليط من المتناقضات العجيبه ... المرصوصة معا جنبا الي جنب !!! ... لهدف بعيد ما ...

رقية شرعية و قسيس !.... شيعيه متزوجه من كاثوليكي!! ..... ، قنينة خمر و مصحف !! ... قبله علي جبين و صلاة بلا قبله ... ، !!! ...

نفس تموج بثورة داخلية حذره هي من كتبت و جمعت كل هذه المتناقضات في سلة واحده اسمتها نابروجادا و قذفتها في وجه قارئها دون سابق إنذار ...

ثائرة سنية تناولت الشيعه في أكثر من موضع بشئ من الشغف المحير ، حتي انها وصفت القاهرة بأنها شيعية الهوي ... !!!

لا انكر اني التهمت الروايه ، حتي وصلت إلي فصلها الاخير المريح و المثير للجدل ، تلك الثائرة علي الرجال ، المتحفظة من الانفتاح علي الأراضي المصرية ، فضلت أن يكون رجلها صعيديا !! ،،،

و لم لا ... و رجال الصعيد ..الرجولة فيهم تفوق الذكوره بكثير ، ... لكن ما أن تتقدم قليلا في القراءه حتي تكتشف أن "رجلها " قد تواري في الخلفية... و ظهرت ابنتها "زينب" في المقدمه ... مع اسهاب في وصف ظاهري جميل لمظاهر حياة ريفية جنوبية نوبية دون رجل !، 
اختفي رجلها الجنوبي بعد أن منحها ما تريد ، لقد اختفي اكبطال تجربتها الدينماركية ...،،

نابروجادا المكتوبه في ٢٠١٤ ،روايه لا يمكن وصفها الا بالجميله ... ، و كاتبتها - سلمي انور - الآن في ٢٠١٩ أصبحت أكثر نضجا من حيث المتن و طلاوة الأسلوب ... ، و قادرة علي أن تمنحنا "رائعه" أكثر روعه ذات بعد أعمق لو حافظت علي شغفها ... و غذت ثورتها البركانية الدفينة ...،

اسيوط 16/3/2019

 
 
 
 
 
 
التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1524 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع