هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لن يغير من الحقيقة شيئا | 2024-07-26
  • لا لمسؤولية بيت ابني المتزوج | 2024-07-26
  •  دراسة التاريخ ليست إلهاءً | 2024-07-26
  • دَغبَش | 2024-07-25
  • الحرب والشتاء  | 2024-07-25
  • مرة أخرى | 2024-02-08
  • أول ساعة فراق | 2024-07-26
  • لحم معيز - الجزء السابع والأخير | 2024-07-25
  • لم أكن أعرفك … | 2024-07-26
  • لماذا المنهج الصوفي أفضل من السلفي؟ | 2024-07-26
  • الإنتاج هو الحل،، كبسولة | 2024-07-26
  • وكلما مر عليه ملأ من قومه !!!!! | 2024-07-25
  • ماتت سعادتي | 2024-02-05
  • دواء الدنيترا و سرعة ضربات القلب ، حالة خاصة ، ما التفسير؟ | 2024-07-25
  • انت عايز تتربى  | 2024-07-24
  • سيدات ثلاثية الأبعاد | 2024-07-24
  • أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه في رؤيا منامية، هل تلزم الرائي ؟ | 2024-07-24
  • المعنى الحقيقى للزواج فى زَمَنِنا هذا | 2024-04-05
  • الفجر والغسق | 2024-07-24
  • ليس محمد صبحي !! | 2024-07-24
  1. الرئيسية
  2. مدونة د محمد عبد الوهاب بدر
  3. جهاد النكاح .. من افرازات الطائفية

السلام عليكم و رحمة الله

في زمن الانترنت و الآي باد و الآي فون و التابلت و الانرويد ... و من خلفهم او من امامهم ... العولمة ... اصبحت الحياة اكثر قسوه في فهمها ... و اصبحت المفاهيم اكثر تشتتا و هشاشه ... و اصبح القياس صعبا قاسيا ... و اصبح القابض ... قابضا علي جمره ...

عندما كانت الدنيا بدون انترنت و فيسبوك و اي فون و اي باد .... كان المرؤ يملك مفهوما ... او مفهومين ... يفهمها علي "مقاسه" .... و ينقلهما الي الدائرة المحيطه به كما يفهمون هم عن هذه المفاهيم .... علي مقاسهم ... و كفي الله المؤمنين القتال ...

اليوم ... كل شئ معرض للتلف ... و الازالة ... و النسف ... و "الشقلبه" .... و الحرب الفكرية اصبحت اقصي مما تتحمل قدراتنا الفكرية ان تستوعب .... و الهدف المنشود للقائمين علي هذه الحرب ان يستسلم المرؤ فكريا ... تماما ... و يؤمن انه يجب ان يأكل و ينكح و ينام و فقط .... بدلا من عناء الفكر و التفكير ... و المجاهده و المناكفه ...

في الساعات القليله الماضيه ... كنت اتابع بمزيد ن الاسي تلك الاخبار الصادمه لاغتصاب مذيعه الجزيرة ذات الحضور "غاده عويس" في سوريا علي يد احد امراء جبهة النصرة .... ! .... و قد قرأت الخبر علي عشرات المواقع .... و معظمها ينسب الخبر لموقع اخباري ايراني يبث اخباره بالعربية الموجهه ...

و رغم نفي الجزيرة علي موقعها و في بيان صحفي قوي خبر اغتصاب الصحفية ... او انها قدمت نفسها طواعيه لتؤدي واجب "جهاد المناكحه" .... !!! .... و رغم ان الخبر انطوي علي دس خبر عن الامام محمد العريفي السعودي الشهير انه قد اجاز هذا النوع من الجهاد "العظيم" للفتيات العراقيات دعما للمجاهدين العراقيين ضد الشيعه .... و هذا ما نفاه العريفي بنفسه في فيديو منشور علي اليوتيوب ... و ثبت تزوير صورة "تويتة" العريفي المزيفه التي تزيد عدد احرفها عن 140 حرفا هي كل ما يسمح به تويتر "للمتوتين" ....

و رغم كل هذا ... فهناك شرائح ضخمه تعرضت لصدمه فكرية فور قراءتها تلك الاخبار .... عن ما يسمي نكاح المجاهده ! ... و غادة عويس التي قدمت نفسها !! ... و الشيخ العريفي الذي افتي بذلك .... !!!

الحروب علي الارض ... تستخدم "العولمة" و ادواتها النافذه لادارة حروب فكرية قاسية علينا نحن المسلمون .... الذين يعلمون عن الاسلام انه دين الحق و الفضيله ... لا دين "نكاح المجاهده" .... و انه يدعوا لان تقدم الفتاه نفسها للمجاهد للترفيه ... بدون عقود و لا يحزنون .... و يا سلام !!!

لم نسمع نحن المسلمون او ندرس .... ان فتوحات الرسول عليه الصلاة و السلام او صحابته الكرام الذي اذا اقتدينا بأيهم اهتدينا .... انهم اصطحبوا معهم فتيات لممارسة الترفيه عن جند الله .... و كان الاولي ان يسارع المسلمون الاوائل في تقديم فتياتهم لجيوش المسلمين و قادتها من الاشراف الكبار للترفيه عنهم و اداة فريضة جهاد المناكحه ... المقدسه !!

نحن لم نسمع ذلك من قبل ... لكننا نسمعه اليوم في زمن العولمة بشكل له ابعاد خطيرة التأثير .... و غير جيد ان يستهان بها

فالمسلون العوام الذين لا يملكون الا طبقة رقيقه من الثقافة الدينية سيقعون - حتما - تحت فريسة هذه الاخبار المضلله .... و مهما حاولت ان تنفي الخبر او تنشر المضادات .. او تشرح .. فقد ترك الخبر اثرا لا ينمحي ... و نقطة سوداء هناك في الركن البعيد من الذاكرة الفكرية لكل منهم .... هذه النقطه قد تنموا و تتجمع في نقطه أكبر و أكبر من جراء تراكم مثيلاتها من النقاط السوداء الاخري ... حتي تصل الي "الحجم الحرج" ...الذي يصبح المرؤ فيه خارج عن السيطره الفكريه ... ساعتها يمكن توجيهه كما يحلوا للموجه ان يفعل

منذ ايام قابلت امريكية في رحلة قطار ... و اثناء الحديث عن مصر ... حدثتني ذلك الحديث المكرر عن الانطباع الغربي عنا كمسلمين فيما يخص زواج المسلم باربعه ... و ان هذا شئ في غاية السوء .... فعندما سألتها : كم مره تمارس الفتاه في امريكا الجنس بدون عقد زواج كنسي او حتي عقد زواج مدني ؟ ... صمتت و لم تجبني لكنها تعلم - و كما يعلم الجميع - ان العلاقات من هذا النوع مفتوحه و يحكمها فقط ... الاعجاب بين الطرفين خلال فتره معينه ...

قلت لها ... ان ديننا يحكم هذا الموضوع رسميا بأربعة فقط بعقود رسمية و مواثيق مقدسه .. و لاربع مرات فقط في حال احتفاظ الزوج بزوجاته .... اما عندكم ... فانتم تمارسون ذلك بدون عقود لعشرة او عشرين او الف مرة مع عشرة او مئة او الف شخص مختلف ! .... اذا هناك فرق لصالحنا بيننا و بينكم ... و اعتقد انها تفهمت او تظاهرت بالتفهم ... لكني متأكد اني زرعت نقطه بيضاء في ذاكرتها الفكريه الخلفية ...

فبعيدا عن التعصب الديني ... الموضوعيه المجرده و المنطق السوي ... يقول ان نظامنا افضل ... و اقصد هنا نظام الزواج في الاسلام .... و اذا كانت هناك شكاوي منه فالمشكلة فينا لا في النظام ...

اعود الي قضية الهجوم الفكري الشرس الذي نتعرض له الان ... و هو نتيجه مباشرة لحرب ضروس طرفاها هما السنة و الشيعه للاسف الشديد ... و من لا يعتقد ان ما يجري في سوريا او في العراق .... حراك وطني ... فهو ساذج لابعد مدي ... بل ما يحدث هي حرب سنية شيعية صريحه ... و تورطت فيها المقاومه العراقية التي لم نشاهدها تحارب اسرائيل لتحرير الجولان .... و تورط فيها حزب الله الشيعي و الذي ترك مزارع شبعا و الجولان المحتل ليحارب المقاتلين السوريين و للدفاع عن الرئيس السوري الشيعي الذي تدعمه رسميا العراق ذات القياده الشيعيه ... و ايران المرجعية الشيعيه الكبري في المنطقه .... و علي الجانب الاخر تركيا و قطر و السعوديه يدعمون من هم ضد الرئيس السوري .... و خلفهم العديد من الدول العربية السنية الاخري الاكثر عددا ... و عده ... و من خلفهم شعوب معبأه ...

اذا هي حرب طائفية .... يدفع ثمنها المواطن السوري العادي .... كجارتنا السورية النازحه من بلاده و التي نستمتع بلهجتها المميزه و هي تتحدث معنا و معا الجيران ... و كما يدفع ثمنها ايضا المواطن العادي في كل مكان من تدمير لافكاره عن مذهبه .... و عن دينه .... و عن كل ما يعتقد من اعتقادات ... حتي يصير يكره ما يعتقد ... او ان يصل الي درجة "البلاده" الفكرية .... او الانكار لكل ما يسمع و لكل ما يري !! ... حتي ينكر كل معتقداته ... فيما يعرف بالوسواس القهري التاميكومي :)

زملائي يتحدثون عن الجهاد بالمناكحه علي كونه اصل من اصول ديننا ... و يبدو ان جمال الفكرة دفعهم للارتياح ان شيئا كهذا موجود ....بل يجب ان يكون موجودا :)... حتي يجاهدوا في سبيل الله !! ....

ربما يكون من الاهداف المرصوده لمروجي مثل هذه الترهات .... ان يجعل الشاب يحب الفكرة ... و الشابه تحب الفكره ... فها هو منفذ للجنس الحلال بلا قيود .... و قطعا تحت تأثير الثقافه الضحله .... و عدم وجود القامه الدينيه الكبيره التي توجه و تعلم و تدرس .... اصبح الشخص في مهم الريح و هذا هو المطلوب اثباته ....

و و لكن الهدف الكبير من وراء كل هذا ... هو تحطيم قيمة الدين في هز قدره لدي مواطنيه ... فهل يعقل ان يكون هناك ما يسمي بجهاد المناكحه في دين ما ... ثم يكون له تقدير و تبجيل لدي المتدين به ؟ .... قطعا لا .... اذا اذهب للمذهب الاخر النظيف ! ... الذي لا يوجد فيه نكاح المجاهده و لكن يوجد فيه زواج المتعه  ... و بعد ان تذهب ادعمني سياسيا و عسكريا و فكريا و و و .. الخ

حاولت ان ابحث عن ذلك الموقع الذي بث تلك الاكاذيب عن غادة عويس و عن العريفي و عن الجهاد بالنكاح .... فوجدته ... و قرأت بعض الاخبار الاخري التي ينشرها ... و اضحكني جدا اني قرأت تقريرا يتحدث عن جزيرة سعوديه محتله من اسرائيل تسمي جزيرة تيران .... و هي فعلا جزيره سعودية تم احتلالها من اسرائيل عام 1967 ... لكنها مؤجره لمصر حاليا ... و تقع تحت السياده المصريه ... و انا شخصيا بشحمي و لحمي زرت هذه الجزيرة الذي يرفرف عليها علم بلادي و يزورها سياح البحر الاحمر بكثافه ....

اذا هي اخبار مرصوصه بعناية و مدسوسه بتركيز .... لهز اركان الدول و الانظمه ... بهز افكر مواطنيها ... و زعزعة سلامهم النفسي و ثقتهم تجاه مفاهيمهم الوطنية و الدينية علي حد سواء ... و من سيدفع الثمن الاجيال القادمه من كل الاطراف ... فنحن نزرع الحرب ... و هم سيجنون احدي الحسنيين !!... الموت او الضياع .... و في ذلك فلا يتنافس المتنافسون

تحياتي

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

272 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع