هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لن يغير من الحقيقة شيئا | 2024-07-26
  • لا لمسؤولية بيت ابني المتزوج | 2024-07-26
  •  دراسة التاريخ ليست إلهاءً | 2024-07-26
  • دَغبَش | 2024-07-25
  • الحرب والشتاء  | 2024-07-25
  • مرة أخرى | 2024-02-08
  • أول ساعة فراق | 2024-07-26
  • لحم معيز - الجزء السابع والأخير | 2024-07-25
  • لم أكن أعرفك … | 2024-07-26
  • لماذا المنهج الصوفي أفضل من السلفي؟ | 2024-07-26
  • الإنتاج هو الحل،، كبسولة | 2024-07-26
  • وكلما مر عليه ملأ من قومه !!!!! | 2024-07-25
  • ماتت سعادتي | 2024-02-05
  • دواء الدنيترا و سرعة ضربات القلب ، حالة خاصة ، ما التفسير؟ | 2024-07-25
  • انت عايز تتربى  | 2024-07-24
  • سيدات ثلاثية الأبعاد | 2024-07-24
  • أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه في رؤيا منامية، هل تلزم الرائي ؟ | 2024-07-24
  • المعنى الحقيقى للزواج فى زَمَنِنا هذا | 2024-04-05
  • الفجر والغسق | 2024-07-24
  • ليس محمد صبحي !! | 2024-07-24
  1. الرئيسية
  2. مدونة د محمد عبد الوهاب بدر
  3. محال الكئيبه .... لزيدان

السلام عليكم و رحمة الله
اكتب هذا الموضوع على غير العادة في محطة القطار التي استخدمها مع القطار ... في القراءه
استخدمت برنامج "مفكره" مثبت علي نظام "اندرويد" الخاص بالنوت بوك الذي احمله ....
و يا لها تلك التكنولوجيا ... التي تتيح للشخص ان يفعل ما يريد ... ان اراد !

كان المفترض ان اشرع في قراءه روايه جديده بعنوان "ذاكرة الجسد" لاحلام مستغانمي ... الروائيه الجزائرية التي احببتها من كثرة ما تحدثت عنها ىصديقتنا في تاميكوم "أمل الروح" ... لكني آثرت التأجيل حتي لا تفقد ذاكرتي الضعيفه خواطري حول رواية يوسف زيدان التي انهيتها منذ ايام قلائل ...

من نفس المتجر الذي ابتعت منه رواية النبطي التي سبق و كتبت خواطري عنها ... ابتعت منه أخري لزيدان .... متأثرا بحجمها الصغير نسبيا و توجهها الرومانسي الظاهر ... فرأيت ان اقرأ شيئا رومانسيا خصوصاً ان هذا اللون يعجبني
في البداية لم افهم معنى العنوان أو لم افهم المقصود تحديدا
لم يكن هناك تشكيل للكلمة
فالروايه كان اسمها .... محال



في البداية ظننت ان الميم مضمومة فقراتها محال بضم الميم أى (مستحيل) ولكن مع استمرار الاستغراق من الرواية بدأت اميل الى كون العنوان محال بفتح الميم أي أماكن ... و هذا ما كان فعلا ..

كعادته يعشق زيدان الوصف الجغرافي فأسهب في وصف الاماكن التي تحيط بالشخصيات ... وصفا بديعا متمكنا ... طوله يؤدي الي الملل احيانا

بطل الرواية شاب سوداني متدين يعيش في اسوان ويعمل مرشدا سياحيا
شاب عشرين تتمحور احلام يقظته حول محبوبه يتخيلها كل ليلة في احلامه الليلية ....

امة مصرية تعيش في السودان مع ابيه واخوته بينما يعيش خاله في أسوان وهو الذى يتدبر احواله

وكما يحدث في الافلام الرومانسية .... يقابل فتاته الفاتنه الرقيقه البديعه .... التي كانت ضمن احد الافواج الطلابية القادمة من الاسكندرية الي دياره أسوان

بعد عدة تفاصيل نعرفها جيدا .... احبها واحبته ... واعدها وواعدته بالحب

سافر وراءها إلى الاقصر تاركا عمله لينعم بلحظات اضافية مع الحبيب قبل ان تغادر قافلة الي الاسكندرية ... مما سبب له الكثير من المتاعب

كان يتمنى دائماً ان يتزوج نوبية لأنهن يتميزن بالحسن والجمال و الفتنه كما يقول " زيدان " وهو يصف ' فتيات النوبة ' .... ولكن يبدو كون زيدان سكندريا ... فقد اراد لفتاة منها ان تكون هي البطلة .... فتاة من كرموز ذلك الحي الكي الذي يعرفه السكندريون جيدا ...

الى هنا التفاصيل كلها رومانسية حالمه ... و مع الاستغراق في القراءه كنت اشك ان زيدان سيكتب شيئا رومانسيا مجردا ... فلا بد من انفجار ما ... و قد صدق حدثي

الاحداث تحولت إلى الدراما الموجعه ... فالحبيبة من الاسكندرية والحبيب يعيش ما بين السودان و اسوان
الحبيب يضرب المثل الاعلى في التمسك بحبيبته الى ما لا نهاية .... فيسافر الى الاسكندرية ليقابلها ... ويقابل والدها المغلوب على امره امام عربي ليبي ثرى جاء ليخطف حبيبته بأمواله

هذا الليبي احد افراد المخابرات الليبية المكلفين باغتيال المعارض الليبي "البكوش" ... و اثناء مهمته كان يقيم علامة غير شرعية مع زوجة اب الفتاه السكندرية ... و يريد الفتاه ايضا شرعيا !! .. يا له من طماع ... !! ... فاسق

الاب يمرض وكما يحدث في الافلام العربي تضحى الحبيبة بنفسها من اجل حبيبها وتتزوج ذلك الثري الليبي الذي اشترط ان يتزوج لكي يتكفل بعلاج والدها من الفشل الكلوي
لكنها قبل ان تنحر حلمها بالزواج من الحبيب قررت ان تهدي نفسها لحبيبها اولا قبل ان يتزوجها الليبي
قابلته في شقه مفروشه و منحته نفسها و مكمنها و كل ما تملك

و كالعاده ابدع زيدان في الوصف الحسي للقاء الساخن بلغه عربية بارده تطفئ لهيب الاحداث التي يصفها بسلاسه

الحبيب يعود لاسوان و اخبار حبيبته تنقطع و امن الدوله يبعدونه الي السودان لان احد اصدقائه تحول الي متطرف و سافر الي الصومال للجهاد المزعوم

امه المصرية التي تعيش مع ابيه في السودان رفضت في بادئ الامر زواجه من السكندريه لانها تعيش بعيدا علي ساحل المتوسط
ثم عادت و وافقت بعد ان وعدها انه سيسكن في اسوان ... و بعدما رأت شده وجده .... و تأثره

لكن اخبار الحبيبه انقطعت
ثم عرف بعد ذلك من زواجها بالليبي و انجابها طفله قبل الاوان !!!!
تساءل كيف ذلك ؟... و لم يكن يحتاج الي كثير من الذكاء ليعرف ان الطفلة ... هي نتاج تلك الليله الساخنه و الاخيره التي قضايها معا ... قبل ان تتزوج الليبي ...

ظل في السودان برهه من الوقت ... عمل مع ابيه ... بعض الوقت مع شيخ طيب و ثري اسمه "اسامه بن لادن" !!

تتواصل الدراما بمشهد سفره الي الامارت لكي يعمل هناك ثم يتعرف علي سوري يرسله الي دوله اوزبكسان المسلمه في مهمه ظاهرها افتتاح فرع جديد للشركه التي يعمل بها... ليتزوج من هناك زوجه اوزبكيه روسيه حسناء افاض زيدان في وصف جمالها و بياضها فقال عنها انها كالسحابة او ككيس القطن

عاد الي الامارات بعد ان تم تجنيده لينقل الاموال الي المجاهدين في افغانستان عبر ازبكستان ...

ضمت الروايه العديد من التفاصيل السياسيه الساخنه التي جرت فيها احداث الروايه في تسعينات القرن الماضي و بدايه الالفيه

فقد تناول سيرة بن لادن و بدايته في السودان ثم افغانستان مع طالبان
تناول ايضا هدم تمثالي بوذا العملاقين الاثريين و كيف بكي بطل القصه علي ذلك ... بصفته مرشد سياحي سابق يعرف جيدا قيمة للاثار ... و كمسلم معتدل لم يقتنع قط بدعوات تكفير المجتمع

ظل يمارس مهمته في نقل التمويلات الي اوزبكستان حتي توقف فجأه النشاط ... و نصحه زميله السوري بالبحث عن عمل آخر و الهروب ...
و ما ان بدأ رحلة البحث عن عمل آخر ... المسبوقه بدراما التأمل في الحال و الاحوال و المحال

جاءه السوري بفرصه عمل في قناة الجزيرة القطرية كمصور

قبل العمل و ارسلته القناه بعد تدريب قصير الي افغانستان
و هناك يبدأ فصل جديد من دراما "المحال" فيقابل البطل اهوال الحرب في افانستان و يجتهد في نقل الصور البشعه التي لا تقدر علي نقلها العين البشريه العادية
ثم تتصاعد الاثاره عندما يحاول الهرب مع المراسل و مهندس البث الي باكستان و هناك يحتجهزهم الامن الباكستاني و يسحبون جوازات سفرهم للتحقق منها ... فيفرج الامن عن جوازي زميلاه و يحتفظون بجوازه لمزيد من التحقق حتي طالت المده .... ثم تم تسليمه الي الامريكان كمتطرف مشتبه فيه ... في صفقه بيع مشبوهه

يدخل البطل الي سجن امريكي في افغانستان و هنا توحش زيدان في وصف الاهوال المفزعه في السجن الامريكي الافغاني .. و التحقيقات الرهيبه و حالات اغتصاب الرجال للرجال و اهوال كاد يشيب لها ما تبقي من شعيرات سوداء في رأسي

بعد معاناة ليست بالقصيره في هذا السجن اتاه الفرج الذي ظنه كذلك .. عندما اخبره المحقق الامريكي انهم - الامريكيين - تورطوا عندما اعتقلوه
فظن انهم سيفرجون عنه في اقرب وقت ممكن ... و بالفعل اقتيد الي طائرة معصوب العينين ثم الي محله الاخير
الي جوانتاناموا !!!

الروايه نهايتها كئيبه مأساويه ثقيله ... جعلتني اقرر ان لا اقرأ مجددا في المنظور القريب لزيدان
ليس لسوء اعماله بل لسوء نهايتها المفتوحه التي اصبحت مزعجه

لكن المقام يدفعني لوصف هذا الكاتب بالقدير فلغته المختلفه رائعه و قدرته علي الوصف اكثر من رائعه .... و رسائله من خلال رواياته غامضه
رواياته عموما رائعه لكن لا يجب ان تتناولها كلها في جرعه واحده لان اعراضها الجانبيه خطيره .... كما حدث لي

انصحكك ان اكتفي بواحده كل موسم
و ان لا تقرأ محال .... الا اذا كانت الكآبه قد اوحشتك

تحياتي

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

705 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع