اهديت اليً في سبتمبر .. و قرأتها في نوفمبر .. اثناء احد رحلاتي الشهرية من الابيض الي الاحمر ..
تلك الرواية التي لا اعرف لماذا - و انا اقرأها - كنت اتخيل نفسي قابعا امام تلفاز جدي العتيق اشاهد فيلما كلاسيكيا جميلا لا يمكن ان يخرج ابطاله عن عبد الحليم و احمد رمزي .. و البطله الفاتنه فاتن حمامه ..
رواية كلاسيكية رومانسية جذابة .. قلما تقرأ مثلها هذه الايام .. أيام الروايات النفسية المركبة و المصطلحات البركانية و قصص ما وراء التاريخ و الجغرافيا ..
رومانسية حديثه ان صح التعبير .. الفارق فقط ان سمات عصرنا الحالي من وسائل التواصل الالكترونية .. ظهرت بوضوح في ثنايا القصة ... فزادتها واقعية الي حد كبير ..
الاسلوب المكتوب باللغة العربية الفصحي .. سهل و سلس و جذاب .. و لكوني من المحبين المستمتعين بقراءة النصوص بالعربية الفصحي فقد استمتعت .. فانا من هؤلاء القلائل الذين و يزعجهم القراءة بالعامية ..
ستستمع حتما و انت تقرأ هذه التحفة الانيقة فلن تقابلك مصطلحات لغوية ثقيلة .. اللهم الا بعض الكلمات القليله ككلمة "وشائج" .. لكنها كانت مناسبه ..
لكن الذي لاحظته و ربما اتوق لتفسير له منها - اي الكاتبة - ... تعاملها مع كلمات مثل " لاب توب " و "فلاش ميموري " باريحية تامة كما لو كانت كلمات عربية اصيله ... حتي انها لم تضعها بين اقواس .. اللهم الا كلمة واحدة و هي " اون لاين" .. وضعتها بين مزدوجين .. و لا اعرف لماذا هذه العنصرية بين الكلمات الدخيلة او ما الفارق بينهما .. ؟ .
و لكن و رغم الانزعاج الطفيف من تجرأ كلمات غير عربية و جلوسها بجوار كلماتنا العربية .. الا ان جمال و سلاسة الاسلوب .. و حالة التشويق لمعرفة مصير فاتن حمامة الرقيقه و عبد الحليم الحالم المضحي .. و احمد رمزي الشقي البائس .. كان يطغي علي كل شئ ..
قرأتها كاملة .. في وجبة واحده .. لتنتابني احاسيس قديمه .. ايام كنت اقرأ مثل تلك الروايات الجميله المدسوسه بين ضفتي كتبي المدرسية و اتخيلني البطل .. عبد الحليم طبعا .. و ليس احمد رمزي ... لكن هذه المرة لاول مرة - و لا اعلم لماذا ؟ - قرأتها متخيلا بناتي مكان بطلة هذه القصة .. مما جعلني مستتفرا منتظرا النهاية بفارغ الصبر .. و يبدو انها اعراض كبر السن .. و توديع المراهقة الفكرية
الشكر موصول للروائية السكندرية غادة سيد ذات الاصول التي تعود الي محافظة بها 39 قرية ... علي الاهداء الراقي و الرقيق لي .. و علي هذه الرواية الرائعة .. التي جعلت رحلتي الطويله.. قصيرة و جميله .. و لكني غير قادر عن اخفاء رغبتي عن معرفة المحافظة اللغز ..
ستجد نفسك ايها القارئ المقتني لرواية "اشواك في حضن الورد " .. و قد اعترض طريق قراءتك سؤال محرج في الجغرافيا .. فالكاتبة ذكرت ان احد ابطال الرواية من محافظة مصرية بها سبعة مراكز و 39 قرية !! .. . و لأني طبعا بطل العالم في الفضول .. نحيت الرواية جانبا ..و هرولت الي جوجل .. لأعرف .. فوجدت ان ثلاثة محافظات مصرية فقط هي التي تضم سبعة مراكز و هي القليوبية و الاسماعيلية و
بني سويف .. . حاولت ان اعثر علي الرقم 39 لعدد القري لكني لم استطع التحديد علي وجه بدقة.. ربما محافظة الاسماعيلية هي الاقرب حسب موسوعه ويكيبيديا .. ، فضولي لا يزال يؤلمني
ايتها الروائية البديعه غادة سيد.. فبغض النظر عن انك مطالبة بتفسير تساهلك مع كلمة "لاب توب" .. و كأن عروة بن الورد كان يرسل اشواقه الي سلمي الكنانية بالواتس آب .. فانت مطالبه ايضا بالافصاح عن المحافظه " اللغز" و "اشمعني هي" ..و ما علاقتك بها ..
و ايضا .. مطالبه كثيرا و كثيرا .. بالمزيد من هذا اللون الراق من الروايات التي تعيد التوازن قليلا .. لسوق المشاعر السريعة .. و تسميها بمسمياتها .. و تعيد لنا ملامح زمن جميل ..
لك جزيل الشكر ...