من اكتشافاتي اللغوية .

هاون .. وقد تحرفت في العامية .. إلى .. هون  .

 الصورة في الأعلى للهون النحاسي المنزلي الذي يستخدم في إعمال المطبخ ، وفي الأسفل مدفع قديم و مدفع هاون حديث . 

الهاون .. (كلمة فارسية الأصل وقد تحرفت في العامية المصرية إلى : هون ) .... دخلت اللغات العربية و التركية .. من قرون عديدة .. وتطلق على وعاء معدني من الحديد أو النحاس .. ( المدق ) .. تدق فيه البذور و الأشياء الصلبة لسحقها .. بينما ظلت التسمية على حالتها في المجال العسكري و تطلق على مدافع الهاون . 

وقد استخدم المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي .. كلمة ( هون القنبر ) .. لتسمية مدافع جيش الفرنجة الفرنسيس .. بقيادة .. ساري عسكر بونابرته ..!. ، ويظهر من الصورة .. التشابه بين الهون .. وتلك المدافع .. وكانت هذه هي التسمية المتداولة في أيام الجبرتي .. وقد تحرفت كلمة ( القنبر ) إلى ( القنبلة ) .. فيما بعد .. 

و القبنر ..هي التسمية الشائعة للعصافير .. في ذلك الوقت ،أي ان مولانا الجبرتي يقصد ان ..القنابر ..تطير مثل العصافير .!.

وفي عقد الثلاثينات .. من القرن الماضي .. تم اختراع .. مدفع الهاون الحديث .. وهو أنبوبة أو ماسورة من الصلب .. في قاعدتها إبرة تفجير .. وتترك القذيفة .. لكي تسقط فيها بفعل الجاذبية الأرضية .. وتنفجر عبوة المقذوف .. وتنطلق القذيفة .. وهي قذيفة نفاثة .. لها خط مرور منحني .. و هذا المدفع يستخدمه .. قوات المشاة و العمليات الخاصة .. 

وعندما وصل هذا المدفع إلى مصر .. أطلق عليه العسكريون اسم ( مدفع الهاون ) ..!. ربما لان طريقة تلقيم المدفع من أعلى بالقذائف .. تشبه عملية .. الدق في الهون .!. وهي تسمية سارية إلى يومنا هذا .. 

ومن المثير للدهشة .. أن هذا المدفع .. يطلقون عليه في الغرب .. ( المورتار ) .. وهي تعني أيضا ( الهون أو المدق ) باللغة الانجليزية ..!.

مهندس سامح فرج . منقولة من معجم فرج للعامية المصرية  .