اكتب اليك يا سيدتي بعد ان قرات رسالة( لا تتاخرمرة ثانية) التي نشرت بالصفحة,
الاسبوع قبل الماضي عن الفتاة التي بلغت عامها الثالث والثلاثين بغير زواج, ثم لامت نفسها, وقالت ان السبب هو مبالغتها في تجنب الفشل, وعدم تساهلها في بعض الشروط التي طلبت توافرها في كل عريس, كي يكون مناسبا لتميز مستواها الاجتماعي و المادي.
أنا الأخري أريد أن أبوح لك بسر لا يعلم بأمره سوي أفراد أسرتي.
فقد تقدم لي بعد تخرجي شاب, وسألنا عليه فعلمنا انه قد تم احتجازه من قبل لحيازة مواد مخدرة, وحمدت الله كثيرا لاكتشافي الأمر مبكرا لاني كنت موافقة مبدئيا. وحدث بعد ذلك بعام ان استلمت عملي في احد الاماكن و بعدها باسبوع تقدم لي زميل لي في العمل ورحبت به الاسرة كلها, و لكن كان شرطه ان تكون الخطوبة بعد ستة اشهر والزواج بعدها بعامين, وللصراحة لقد اعترضت علي طول هذه المدة لكن ابي وافق واسر لي فيما بعد, ان هذه المدة ستقصر لانه سوف يتدخل ويجهز لي شقتي بنفسه, خصوصا وان العريس شاب ولا نريد ان نثقل عليه وهو في مقتبل حياته.
وحدث وانتهي أبي من تجهيز الشقة سريعا, و كنت أنتظر ان يتم تحديد موعد عقد القران لكن خطيبي( في ذلك الوقت) اخبرني ان الزواج يجب ان يكون بعد عامين كما قال: لأنه غير مستعد نفسيا!!... سألته عن معني ذلك فأخبرني انه يأخذ جرعة علاج تستغرق عامين متواصلين بعدها يقرر طبيبه هل يتزوج أم يستمر علي العلاج لجرعة إضافية!
لقد كسر فرحتي, وأصابني الاحباط, و شعرت بأنه يستغلني للوصول إلي نفوذ أبي, وظللت أيضا عامين افكر ما الذي يجذب لي الاشخاص( غير المناسبين) هل هو شيء في شخصيتي ام سلطة وثراء ابي؟ فقدت الثقة في نفسي وفي الناس
يهون ابي علي الامر ويقول: جميع الرجال هكذا, فتوقعي دائما ان تكتشفي عيبا في كل عريس.. فاذا كان ابي ذا خبرة في الحياة الطويلة يقول لي ذلك فلابد انه حقا..
انا الآن في منتصف العشرينات و قد بدأت في مرحلة الماجستير واكملت الحمد لله المرحلة الاولي في التمهيدي بنجاح.
المشكلة الآن أنني اصبحت اكثر تفكيرا في الامور او اكثر انتقائية, والامر الذي لا استريح له من البداية ارفضه, وايضا لاني اشعر ان لافتة جذب الاشخاص غير المناسبين لا تزال مرفوعة.... السبب انني لا اريد اعادة عامين كانوا اسوء ما مر بحياتي لاري مرة اخري فيلما اعرف نهايته علي امل ان يعيش البطل هذه المرة..
هل انا علي خطأ كما تقول امي ام ان هذين الشخصين كسرا فرحتي وتفاؤلي و ثقتي بنفسي والمستقبل وكل ما كان جميلا في؟؟ هل يمكنك ان تخبريني ؟؟ لازالت كلمات ابي لي( ان جميع الرجال هكذا تؤرقني)... لا اريد ان اتزوج اي زواج... ماذا افعل ؟
المتحيرة
الذين يخافون من الألم, يتألمون من الخوف, والذين يقضون العمر وهم يتجنبون كل فرصة للفشل, لا يدركون انهم في نفس الوقت يتجنبون كل فرصة للنجاح ايضا..
تقول هيلين كيلر معجزة الانجاز قاهرة الاعاقة- ان الحياة اما مغامرة كبري واما لا شئ علي الاطلاق.
وهذه ليست نصيحة للمجازفة دون تفكير, ولكنها دعوة للتفاؤل بالخير, وهذه هي اول خطوة علي الخريطة التي سوف توصلك لكنزك.
تجاربك التي لم تكتمل ولم تكلل بالنهاية السعيدة وزغرودة الفرح والزفاف, هي خبرات متراكمة, علي قدر ما تسببت لك من الالم, علي قدر ما ستعينك بعدها علي الاختيار وستجعلك تقدرين قيمة الرجل المناسب حين تجدينه.
وان كان سبب كتابتك لي, انك قرأت في نفس الصفحة قصة الرسالة التي نشرناها بعنوان( لا تتأخر مرة ثانية) فأحبك الآن ان تستبشري خيرا, لأن الفتاة صاحبة الرسالة, التي اشتكت تأخر زواجها, وحملت نفسها المسئولية عن ذلك, وكتبت لنا كي تستفيد البنات من تجربتها, حصلت برسالتها الرقيقة الصادقة, ليس علي اهتمامك انت وحدك, بل اهتم وتوقف عند رسالتها, اكثر من11 عريسا من القراء المحترمين, تقدموا لخطبتها, عن طريق ارسال بياناتهم كاملة لبريد الجمعة, طالبين وساطة الصفحة, في اتمام التعارف بالفتاة صاحبة الرسالة, تحت مظلة الاهرام العريق, ووفقا لتقاليده الراسخة, في حفظ خصوصية قرائه.
انني اشعر بمنتهي التفاؤل والرضا, وانا اتوقع عن قريب, تلقي دعوة فرح, لحضور حفل زفاف صديقتنا صاحبة الرسالة الاولي( لا تتأخر مرة ثانية)..
ولكل شاب في طابور العرسان وكل فتاة( متحيرة) مثلك, تكتب لبريد الجمعة, تشكو الاحباط من طول الانتظار, او تريد نصيحة تعين علي حسن الاختيار, أبشرك: سوف تفتح الابواب, ويأتي الرزق بغير حساب, بعد الصبر, وستكتشف انه جاء في الوقت المناسب تماما. من ناحيتنا سوف نجتهد بكل امكانياتنا المتاحة كي نكون سببا من الاسباب, ومن قلبي ارجو ان تكون هذه الصفحة فأل خير علي كل اصدقائها وقرائها, بإذن الله تعالي,القريب المجيب.