مرة ثانية أنا فتاة في الثلاثينيات من العمر علي قدر عال من الجمال والأخلاق بشهادة من حولي, حافظة لكتاب الله وملتزمة دينيا, أنيقة في مظهري وأعمل في وظيفة مرموقة ومن أسرة ذات سمعة طيبة ومستواها الاجتماعي عال وبالرغم من كل مميزاتي لم اتزوج الي الأن, والذي يعذبني أنني انا السبب في عدم زواجي. بسبب إحساسي أني إنسانة متميزة واستاهل عريس متميز, وهذا كان راي اسرتي ايضا, فكنت أرفض العرسان لاسباب, كانمن الممكن التغاضي عنها, لأنه لا يوجد شخص كامل... انا احس اني ينطبق علي المثل القائل( من كتر خطابها بارت) فانا لم اكن واقعية في اختياري, مثلا اعيش في حي راق و ارفض العريس الذي يسكن في قرية حتي لو كان له مميزات كثيرة, مثال اخر كنت ارفض من يتقدم لخطبتي ان كان سيسافر ويعمل في الخارج وعندما يرجع نتزوج, وكان رأيي انه لابد من فترة خطوبة كافية نتعرف فيها جيدا, وكان مستبعدا طبعا ان اقبل عريسا مطلقا او أرمل وانا أنسة لم يسبق لي الزواج, لقد نسيت انا واسرتي ظروف المجتمع الذي يعاني كثيرا من المشكلات منها البطالة وقلة فرص العمل و هو ما يضطر الشباب الي السفر. لم اكن واقعية وعرفت الحقيقة بعد فوات الأوان و يعذبني إحساسي اني رفضت نعمة الله فعوقبت بالحرمان منها ارجوك ساعديني..كيف أخرج من هذه الحالة ؟كما احب نشرمشكلتي كي تستفيد منها البنات و يكن واقعيات عند الاختيار.
رد المحرره :
>> عزيزتي الحائرة نهي:
لا تلومي نفسك اكثر من هذا, ولا تجعلي عقدة الذنب تطفئ النور في روحك, تسامحي مع كل ما مضي, ولا تعتبريه فشلا, بل هي خبرات متراكمة, ستفيدك قطعا في المستقبل وستذكرين تلك الكلمات بيننا وانت تبتسمين, ارتفاع سن الزواج ظاهرة في مصر من قبل15 سنة مضت, وليست اختراعا من صنع يدك انت بالذات, من قبلنا قالوا( قسمة ونصيب), فلا تنتظري النصيب وانت مبتئسة, أومحبطة ويدك علي خدك, ولا تجعلي الزواج هو فكرتك اليتيمة وحلمك الوحيد, بل اجعلي الفارس القادم يأتي فيجدك ناجحة جميلة متفائلة, وتأكدي انه بإذن الله سيصل قريبا, وستكونين معه اسعد الناس, علميا وواقعيا, المتفائلون يكتشفون الفرص ويتخطون المخاوف والمشاكل وينجحون اكثر من غيرهم أضعاف المرات.
وقد حكت لي يوما صديقة, كيف احبت الرجل, الذي تزوجته ورزقت منه بطفلها الوحيد, الذي هو الآن في عيونها احلي من القمر واعز من كنوز الدنيا, وكان السبب انها قابلت شابا في مجال عملها, واهداها في بداية معرفته بها ديوانا من الشعر, تأثرت بكلماته الرقيقة, وكأنه نبه في نفس صديقتي ما يسميه علماء النفس( الساعة البيولوجية) وجعلها تحس انها قابلت الرجل الصحيح, علمت صديقتي بعد ذلك انها لم تكن حائرة في انتظاره وحدها, هو ايضا كان يبحث عنها,منذ سنوات, ولا يعرف أين يجدها ؟ ولولا انها تحركت في الدنيا وتحمست, ولولا انها تجاوزت الإحباط بالعمل وبالتقدم وبتحسين حياتها باستمرار, ما كان يمكن له ان يجدها ويسعد بها ويتزوجها.
ايتها الشابة التي تعيش ليل نهار في حالة انتظار, تقدمي في حياتك بحماس ولا تتجمدي مكانك, وحين تقابلين الفارس الذي انتظرته طويلا, ابتسمي في وجهه.. ولا تجعليه يتأخر عليك مرة ثانية!.