لا أقوي علي تركها - بريد الجمعه - 12/8/2011
أولا.. أنا لا أطلب المعونة, ولكن أطلب رأي العلماء والدين, والله كتبت لك أكثر من ثلاث مرات, وأخجل أن أرسل لك.. إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني علي الناس.
ربي إن لم يكن بك غضب علي, فلا أبالي ــ عساك تتقبل صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي. أنا أم حاجة بيت الله, سيدة مريضة وجدة, عندي روماتويد أبنائي بعيدون عني بالسكن أو السفر ـ والحمد لله, ولكن كل عنده مسئولية بيته وأولاده يأتون علي فترات, وأنا الآن قاربت علي لقاء ربي, وصرت سجينة بالمنزل لا أقوي علي المشي والخروج, أذهب للحمام بصعوبة بالغة, وألم فظيع وبطء شديد حتي إني لا استطيع التحكم في البول ولا أقدر علي تغيير ملابسي المبتلة, زوجي كذلك مريض قلب وسكر وضغط يساعدني أحيانا.
ــ أنا ليس معي أحد إلا الله سبحانه وزوجي المريض الطيب الإنسان, أتمني لقاء الله, وهو تأتيه نوبات القلب كثيرا وتعبان لا أقوي علي ترك الصلاة ــ ليس معي أحد ــ أنا أصلي الفروض والنوافل, هل تجوز صلاتي وذيل الجلباب مبتل غير طاهر غصبا عني لا استطيع تغيير ملابسي وحدي ــ أنا أصلي وأبكي, وأطلب من الله المعونة والرحمة والمغفرة, ماذا أفعل, وقد صرت عاجزة تماما ــ الصلاة يلزم فيها طهارة البدن والثوب, وأنا لا أستطيع أنا في أشد حالات الخجل يا رب لا تحرمني من الصلاة وأسألك يا رب العفو والمغفرة ــ فأنا كل وقتي أقضيه في الصلاة هل تقبل؟ أولادي بعد المسافات جعلهم غير موجودين طوال الوقت, ومنهم المسافر أرجو الرد منك, ومن العلماء والأفاضل ــ هل يتقبلني الله ويتقبل صلاتي؟.
أرجو من ربي العفو والكرم, فالموت رحمة عظيمة وهو الرءوف الرحيم أرجو لقاء ربي سبحانه, وهو راض عني, وأن يتقبلني مع عباده الصالحين, وأن يسامحني ويسهل علي سكرات الموت, إنه نعمة من الله لا يعلمها إلا من هو مثلي, لك الحمد والشكر يا رب علي ما أنعمت به علي وأعف عني يا رب, إنك نعم المولي وأنت الرحمن الرحيم.
رد المحرر
> أمي الحبيبة.. وهل مثلك يسأل مثلي؟!
بكل ما أنت فيه, مرض وألم ووحدة مع شريك فاضل عليل, تخجلين من الله سبحانه وتعالي, الكريم, الرحيم, لأنك عاجزة عن إتمام طهارة البدن والثوب, وتسألين العلي القدير ــ ألا يحرمك من الصلاة, أي متعة تشعرين بها ــ يا أمي ــ تجعلك في كل هذه الظروف الصعبة تقولين لا أقوي علي ترك الصلاة, فيما يتعلل البعض بأهون الأسباب ليقول لا أقوي علي الصلاة؟.
أي متعة إيمانية ــ تلك ــ التي تجعلك تبكين وتستجيرين بالله العظيم الذي ملأ قلبك بمحبته حتي يعينك ليس فقط علي قضاء الفروض, ولكن حتي علي صلاة النوافل.
أمي... قرأت رسالتك فجرا, وأنا أعد الصفحة بالأمس, وعجزت عن الوصول إلي أي من علمائنا, ففتشت في مكتبتي, وعلي النت ــ لأني خشيت أن أؤجل الرد للأسبوع المقبل, فتعتقدين أني قد أهملت, فيما أمرت وسألت, فتغضبين مني أو علي, ومثلك يسترضي ليس بالرد, ولكن بتقبيل الأيادي والأقدام, وليت أبناءك يسعون إلي توفير خادمة لك لتعينك وزوجك الكريم, فإن كان العائق ماديا, فلتسمحوا لنا بنيل هذا الشرف العظيم.
أما عن سؤالك ــ يا أمي ــ فإليك ما وجدته مشابها في فتوي لسائل حتي أنشر لك رأي فضيلة المفتي الأسبوع المقبل.
من شق عليه التحرز من النجاسة لكبر سنه أو مرضه ونحو ذلك, فلا شيء لأن مبني هذا الدين عليه علي رفع الحرج والمشقة, وقد وردت نصوص عديدة كقوله تعالي: ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج المائدة, وقوله تعالي: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر البقرة وقوله تعالي: يريد الله أن يخفف عنكم, وخلق الإنسان ضعيفا النساء, وصاغ أهل العلم من هذه النصوص, وأمثالها قاعدة فقهية فقالوا: المشقة تجلب التيسير.
قال العلامة الدردير المالكي في الشرح الصغير: يعفي عن كل ما يعسر التحرز عنه من النجاسات بالنسبة للصلاة ودخول المسجد.
ومعني ما قرأت يا أمي ــ حسب فهمي المتواضع ــ أن ما يحدث لك رغما عنك يجيز صلاتك, وندعو الله أن تكون مقبولة عنده, ونسألك الدعاء.