عند اغتصاب فلسطين 1948 اجتمع قادة الكيان اليهودي لاختيار شعار دولتهم وبعد مشاورات مطولة وقع رأيهم جميعا على الشمعدان (المنوراه) لأنه الرمز الأعظم ارتباطا بتاريخ يهود القديم..فالمناراة ذات الرؤوس السبعة لها دلالة دينية أكثر منها سياسية ونجدها كثيرا في معابدهم وأسفارهم ونصوص عبادتهم..وقد رافقتهم منذ أوائل دعوتهم..

ويرمز الشمعدان، حسب الروايات الإسرائيلية، إلى أيام الخليقة الستة، مضافاً إليها يوم السبت،بحسب اعتقادهم،، وأنه يجب أن يؤجج أواره وينير المعبد من الليل وحتى الصباح كطقس من طقوس صلواتهم على وهج سناه.. ويذكر اليهود، في كتبهم المحرفة، أنه كان هناك شمعدان كبير يصل وزنه 60 كيلوجرام من الذهب، وقد نجا من الاحتراق، عندما دمر "نبوخذ نصر" الهيكل عام 587 قبل الميلاد.

وقد فُقد الشمعدان، وظل اليهود يبحثون، ويحلمون باسترجاعه، أما غصني الزيتون على طرفيه فأحدهما يرمز للكاهن من من آل هاروون والآخر للملك من آل داود عليهم السلام..وحصر اشعال الفتيل من زيت الزيتون الخالص الذي يقول بعضهم أنه لا يمكن تحقيق هذا الحلم (إنارة المنارة) إلا بزيت زيتون القدس الشريف حصرا كما يزعمون...

وعلى هذا كان هذا الرمز دينيا فأصبح شعارا سياسيا لتمرير ما يزعمون أنه حضارة تبرر لهم اغتصاب أرض وتشريد شعب..والله من ورائهم محيط..

ورغم الأثقال التي تتجرعها قلوبنا- حتى تحولت دقاتها الى وخزات تقض مضاجعنا- أهيب بأهل الغيرةبأن يستمروا بنشر الوعي والاستبصار بين جيل ضاع وتشتت في عصر ينكس رأسه بين العصور..

والله المستعان.