هذه حكاية قديمة وعجيبة في الوقت ذاته مازلت حتى يومي هذا لا أجد لها تفسيرا
كان هذا منذ زمن 2002 أو ربما 2003
في هذه الفترة التي كنت اعمل فيها في احد المناطق النائية من مصرنا المحروسة كمهندس
ولأسباب كثيرة أهمها السأم والملل قررت أن أمارس عملا آخر فضلا عن عملي الأساسي
ولم يكن هناك تعارض نظرا لطبيعة عملي
ما هو هذا العمل الإضافي ؟
معلم نشء أو مربى أجيال لو أردنا أن نصبغها بصبغه التبجيل والاحترام وهى كذلك
ومدرس بالحصة (التسمية المتعارف عليها) إذا أردنا أن نصبغها بصبغه أخرى!!
ومن مارس هذا العمل (في هذه الفترة لا اعلم الوضع الآن)
يعلم جيدا أن هذا العمل اقرب إلى آن يكون تطوعي رغم أنهم يسمونه بأجر
وليس هذا هو موضوعنا الآن
ما هي الخطوات اللازمة لتصبح مدرساٌ بالأجر؟.... (لا تفكروا حتى بهذا !!)
أن تحمل مؤهلا مناسبا للمادة التي ترغب حضرتك في تدريسها وطبعا ينبغي أن يكون هناك عجز في مدرسي هذه المادة ودائما ما يكون هناك عجز، ومدرسي (الحصة) ما أكثرهم وهم أوفر طبعا للميزانية !!
وتذهب حضرتك للإدارة التعليمية(التوجيه المختص) حاملا صوراٌ من أوراقك المعتادة وتكتب طلبا أو لا تكتب (لا اذكر) ، فيخبرونك أن تمر بعدها بأيام قبيل بدء الدراسة لتحصل على أمر الندب الخاص بك للمدرسة المتاحة وهو أمر سنشرحه بالتفصيل فهو مهم جدا
الخلاصة أنى فعلت كل هذا وكان الأمر أيسر مما يتصور حتى، فلقد رحب بى الموجه العام الأستاذ(ث)
ترحيبا كبيرا وأعطاني في لحظتها قصاصه ورقيه صغيره تحمل ما معناه (سلموه العمل) ورغم أنى حتى لم أكن احتاج لهذه القصاصة لتسلم العمل بتلك المدرسة التي سبق وان زرتها لقربها الشديد من استراحتنا هناك في تلك المدينة النائية (مدارس لا تنسى حقيقة فالكثافة الطلابية يندر أن تتجاوز الثلاثين طالبا في الفصل بل المدرسة برمتها ستة فصول ثلاثة للإعدادي ومثلهم للثانوي، فصل لكل صف)
وطبعا مادة كالحاسب الآلي يتم إسنادها عادة لمدرسي العلوم(عالبيعه) وهناك عجز دائم في مدرسي تلك المادة حتى في المناطق غير النائية (في هذه الفترة)
الخلاصة(ثانى!) كان على أن احصل على أمر الندب هذا!!
وماذا يكون أمر الندب هذا؟
مجرد قصاصه ورقيه أخرى تحمل اسمك واسم المدرسة التي ستعمل بها وعدد الحصص المقررة لك
وينبغي طبعا أن تختم بعدد لا بأس به من الأختام والإمضاءات بدءا من الرجل المحترم الذي قابلته (مدير المركز) ومرور بالسادة موجهي المادة العموم والخصوص ومدير مش عارف أيه ورئيس بتاع إيه
وهكذا وكلها أمور تستغرق وقتا طبعا
فلأجل هذا كان على أن أعود في وقت لاحق لأحصل على هذه الورقة الهامة للغاية وأهميتها تنبع أيضا ليس فقط من كونها المستند الرسمي والضروري لتسلم العمل
لا ليس هذا فحسب بل بدونها لن تحصل على( السحاتيت )خاصتك اقصد أجرك نهاية كل تيرم أو كل عام حتى
فينبغي أن ترفق أصلها بعد أن تختمها من مدرستك أيضا ويمضى عليها السيد مدير المدرسة طبعا
أقول ترفق أصلها بتفريغ حصص أول شهر وعليه طبعا كل الإمضاءات والأختام المتاحة وغير المتاحة
و حتى توقيع فراش المدرسة والتلاميذ أيضاٌ قد يفيد وتصورها بعدد شهور العام الدراسي وتختم كل صوره طبق الأصل فضلا عن كل ما سبق ذكره من أختام وإمضاءات لترفقها جميعا مع تفريغ حصص بقيه الشهور
موضوع كبير لا يتسع الوقت للحديث عنه لأنه يحتاج لمجلدات !!
المهم أنها ورقه هامة جدا فبدونها فلتنسى سحاتيتك!!
ذهبت في الموعد المحدد لا بل بعده (عارف اللي هيحصل) لأتسلم أمر الندب الخاص بى لعله يكون قد
استشفى من كم الأختام الذي سيصيبه
لم أجد الأستاذ(ث) في هذا اليوم ولكنى وجدت مدام (لا ليست ( ليلى).. اصبروا !!)
حقيقة لا اذكر اسمها، سألتها عن أمر الندب الخاص بى
فسألتني عن أسمى والمدرسة التي من المفترض أنى سأعمل بها (على اعتبار أنى لم أتسلم العمل بعد)
وما إن أخبرتها نعم ما إن أخبرتها عن أسمى حتى تهللت أساريرها وكأنها سمعت نكته أو ربما تعرفني ؟!
لم تنتظر حتى لتبحث عن ورقتي بل أخبرتني في سعادة أن والدتي كانت منذ قليل وسألت أيضا عن أمر الندب الخاص بى وطبعا هو لم يجهز بعد ، كان هذا ليسعدني لو كان حقيقيا !!
ولكنه مستحيل بكل المقاييس
فوالدتي لا تستطيع الانتقال من مدينه لأخرى بمفردها فما بالك بالانتقال من محافظة لأخرى خلاف محافظتي التي انتمى إليها والاهم أنها لا تعرف شيئا عن أمر الندب هذا ولا ما هي الأوراق التي احتاجها بل ربما لم تكن تعلم أنى احتاج لأوراق من الأصل والأرجح إنها لم تكن علمت أنى سأمارس عملا آخر خلاف وظيفتي
أما الأهم من كل هذا أن والدتي لم يكن اسمها (ليلى)!!
اجل فالسيدة تخبرني أن والدتي (مدام ليلى) هي من سألت عن أمر الندب الخاص بى
السيدة تقول إنها قالت عنى (أبنى) ربما كان المقصود (زى أبنى) شيء عظيم لو كان هناك أصلا من تسمى
( ليلى)!!
أكدت للسيدة أنها يستحيل أن تكون والدتي وأكدت لي السيدة إنها لن تعطى ورقتي لأي احد سواى بعد الآن
(وكأن هذا هو المهم) فالورقة لا قيمه لها لغيري
حاولت أن استفسر عن أي معلومات عنها- مدام ليلى- أخبرتني إنها تعمل مشرفه أو شيئا كهذا في بيت للطالبات
( هذا ما تقول إنها قالته لها )أخذت العنوان طبعا وسألت عنها وطبعا اخبروني انه لا توجد مشرفه أو أي كائن آخر بهذا الاسم لديهم
ليكتمل جو روايات ما وراء الطبيعة للكبير خالد توفيق
كان التفسير الأقرب للمنطق إنها ربما تكون مدرسه في مدرستي أو سكرتيره أو حتى أبله الناظرة !!
حقيقة لم تكن من بين هؤلاء من تحمل اسم (ليلى) بل لم تكن أي واحده منهن تعلم شيئا عن أوراقي فضلا عن إنني لم أكن تعرفت على احد أصلا ولا احد تقريبا يعرفني
ولا أنسى أن أضيف أن اسم (ليلى ) هذا هو اسم ندر أن مر بذاكرتي فلا ولم توجد لي قريبه أو زميلة أو أي شيء آخر في أي مرحلة من حياتي كان اسمها (ليلى)
لم يبقى إلا أن أقول انه لا يوجد سوى حل واحد لهذا اللغز
أن السيدة كانت تمزح معي ورغم انه وارد كاحتمال رياضي
ولكنه يبقى غير وارد بمنطق الواقع فما الذي يجعل سيده تبدو محترمة وكبيره في السن والمقام تمزح معي وهى لا تعرفني فلا يوجد أي منطق لهذا !!
نهاية هذا ليس بلغز
بل هي واقعه حقيقة حدثت بالفعل
ولم اعرف أبدا أي تفسير لها
وإلى يومنا هذا
فما هو تفسيركم لحكاية مدام (ليلى) ..!!