قرأت لاحد الشباب الغيورين على مصلحة مصرنا الحبيبة ,
انه قال :
انا ساقول في الاستفتاء : " لا " , , و ان كانت النتيجة " نعم " فساستمر في الرفض
و لن تُُفرض علينا رؤية معينة ارى ان فيها بطلان و اجحاف لمطالبنا الثورية , ,
كلمات افزعتني حقا
و جعلتني اقول لا لهذا الاستفتاء الذي لا يقبل فيه ممارسوه ابسط قواعد الديمقراطية
في قبولها لراي الاغلبية حتى لو كان مخالفا
و لو دققنا النظر لوجدنا ان الثورة البيضاء قد قامت كنتيجة مباشرة لانعدام حالة الديمقراطية
و الافتقار الى احترام الحريات و التعبير عن الرأي
و نتيجة للاقصاء و كبت الرؤى المخالفة و رفضها و الالتفاف حولها لوأدها
و ايضا
اراها قامت باهم مطلب ثوري و هو اقرار الحياة الديمقراطية و تداول السلطات و قبول الاختلاف و احترام الرؤى و التعددية
و في تصوري
و بعد هذا الحراك الرائع الحاصل الان في مجتمعنا المصري
بين " نعم " و " لا "
و التي صورها الاستاذ بلال فضل بقوله " لعم " كنتيجة لهذا الزخم الفكري السياسي الراقي
ارى اننا نحتاج كثيرا لما هو اهم من " لعم " التي نتحاور حولها
مما يجب علينا بل يتحتم
ان نناقشه و نتحاور فيه ليمكننا ممارسته
و هو
قبول قواعد و اسس الديمقراطية و الياتها
ان قبول حالة الديمقراطية و الياتها و قواعدها
امر اراه اهم من نتيجة الاستفتاء ذاته , و بكثير
و وجوب التعرف على ان الديمقراطية يمكن ان توقعنا في مآزق آنية
بسبب ان راي الاغلبية قد يكون غير محققا للاصوب
لكنها تصحح نفسها بمزيد من الديمقراطية و ليس بكبت او اقصاء او رفض للنتائج النزيهة الحرة عبر صناديق الانتخاب
و ان تلك الديمقراطية قادرة على النجاح كادوات و اليات اذا ما سمحنا لالياتها ان تعمل
دون تشكيك و دون تخوف و دون توجس و دون ظنون
و ها هي مثلا " لبنان " التي تجري فيها الديمقراطية المتوجسة
المتشككة المهتزة , , نجد انها لا تؤدي الى ثمار الا و يتم وأدها
كذلك العراق حين اعدوا دستورا " متوجسا " ,
فيه كل طائفة تتربص للاخرى , , فاصبح دستورا مهتزا
صعُب على العراقيين تشغيله لافراز حكومة قوية تنقذ البلاد
الذي اقصده
هو
ان الاهم من نتيجة الاستفتاء
و الذي اهم من الديمقراطية في ذاتها
هو ان نتفهم ما هية الديمقراطية
و انها ممارسة قبل ان تكون قراءات و حوارات و استفتاءات و نتائج لنتخابات
و ان علينا ان نفتح الباب على مصراعية للاليات الديمقراطية
و ان نترك ادواتها تعمل دون اقصاء و دون ضجر بتعبير الاخر عن ارائه المخالفة لنا
و دون ان نتشكك او نتخوف او نظن
لان اليات و ادوات الديمقراطية تصحح مساراتها لكن بشرط الممارسة على ارض الواقع و ليس بالتخوف و وضع الشروط و العراقيل من اجل مكتسبات لفصيل او لاخر
http://www.aljaliah.net/articles-action-show-id-128.htm