آخر الموثقات

  • لن يغير من الحقيقة شيئا | 2024-07-26
  • لا لمسؤولية بيت ابني المتزوج | 2024-07-26
  •  دراسة التاريخ ليست إلهاءً | 2024-07-26
  • دَغبَش | 2024-07-25
  • الحرب والشتاء  | 2024-07-25
  • مرة أخرى | 2024-02-08
  • أول ساعة فراق | 2024-07-26
  • لحم معيز - الجزء السابع والأخير | 2024-07-25
  • لم أكن أعرفك … | 2024-07-26
  • لماذا المنهج الصوفي أفضل من السلفي؟ | 2024-07-26
  • الإنتاج هو الحل،، كبسولة | 2024-07-26
  • وكلما مر عليه ملأ من قومه !!!!! | 2024-07-25
  • ماتت سعادتي | 2024-02-05
  • دواء الدنيترا و سرعة ضربات القلب ، حالة خاصة ، ما التفسير؟ | 2024-07-25
  • انت عايز تتربى  | 2024-07-24
  • سيدات ثلاثية الأبعاد | 2024-07-24
  • أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه في رؤيا منامية، هل تلزم الرائي ؟ | 2024-07-24
  • المعنى الحقيقى للزواج فى زَمَنِنا هذا | 2024-04-05
  • الفجر والغسق | 2024-07-24
  • ليس محمد صبحي !! | 2024-07-24
  1. الرئيسية
  2. مدونة م أشرف الكرم
  3. الأمل و إحباط الإحباط

تتغير أحوال الدنيا كثرًا، بين الرغد والشدّة، بين الهناء والشقاء، الراحة والعنت، ويستمر التغير نراه يسري على الجميع بلا استثناء، حيث أن واقع الدنيا بُني على تداول النعيم بين الناس لا يبقى عند أحد دون الآخر.

وأرى ذلك جزءًا من عدل الله رب الدنيا، حتى يتساوى الناس في عطايا الرب سبحانه فلا يبقى أحدٌ في نعمٍ دون الآخر، ولا يشقى أحدٌ باستمرارٍ دون تبدلٍ لحاله وأحواله.

لكن نلاحظ، جموعًا من الناس تنبري لإظهار أوقات الشدة كما لو كانت هي التي ستستمر بنا لتسحقنا، وأنه لا خلاص للدنيا حيث تهل علينا موجةٌ من الشدة الساحقة، وستكون أيامنا كدرًا وشقاءً، لمجرد حدوث حادثة عالمية أو حروبٍ دولية أو أزمة مالية، فيتبارى هؤلاء في الإغراق في وصف هذه المُلِمات، وتوقع تأثيرها على الجميع، وتصويرها على أنها المحنة القاصمة والضربة الاقتصادية القاضية.

وينسى هؤلاء، ممن ينشرون الفزع بين الناس، أن ذلك يمكن أن يُحدث تأثيراتٍ سلبية في نفوس الآخرين وبالتالي على سلوكياتهم، مما ينعكس بالسلب أيضًا على الحالة العامة للناس وللوطن.

وصحيح القول في تلك الأزمات، هو ما نستخلصه مما قد مررنا به بالفعل عبر عقودٍ قريبة مضت، فلقد مر على وطننا أحداثٌ كثيرة، كان منها الذي تصورنا فيه أنه فواجع لا قيام بعدها، ولكنها مرت مرورًا بسيطًا أحيانًا وصعبًا في أحيانٍ أخرى، لكنها مرت وبقيت الحياة.

أنا أذكر في سنين حياتي من القرن الماضي، أيام حرب التحرير حرب أكتوبر وكيف كنا صغارًا نرتعب مما يقولونه عن الوطن، ومرت الحرب وبقي الوطن، وفي الثمانينيات مررنا بموجةٍ من كسادٍ شديد ومرت بسلام وبقي الناس والوطن، وفي اوائل الألفية الثالثة أيضًا مررنا بحرب العراق وتداعياتها على الشرق الأوسط، لكن مررنا بعدها بشكلٍ طبيعي وبقي الناس والوطن، ولا أنسى الأزمة العالمية في ٢٠٠٨م وما قيل عنها من سواد التوقعات على وطننا والعالم كله، ثم هاهي مرت وبقينا وبقي الوطن، ومررنا بثورة كان من المتوقع أن تنتهي فيها "مصر" بالتقسيم والخراب، لكنها مرت بعزم رجال قواتنا المسلحة وبقي الوطن، ثم أخيرًا فاجأنا الوباء العالمي كجائحة، وقيل أن نهاية العالم قد اقتربت، لكننا نمر منها بسلام الآن ليبقى الناس والوطن.

فلا داعي بعد كل ذلك -وغيره مما لم أعِشه بنفسي- أن نجد من يصور لنا الأحوال على أنها كارثية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

وبصراحة أنا لا أقلل من الأحداث، فهناك نتائج سلبية على الأرض، لكنني أدعو إلى استشراف الأمل واستدعاء التفاؤل، ليس بالكلام ولكن باستقراء التاريخ الحديث والقريب جدًا، كي نُحبط الإحباط الذي يصدره البعض، ويتلقفه الناس وبخاصة الشباب، فتهتز عزيمتهم ونراهم يستسلمون لكل أفكار الهدم والزهد في بناء الوطن أو حتى مجرد البقاء فيه.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

519 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع