هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لن يغير من الحقيقة شيئا | 2024-07-26
  • لا لمسؤولية بيت ابني المتزوج | 2024-07-26
  •  دراسة التاريخ ليست إلهاءً | 2024-07-26
  • دَغبَش | 2024-07-25
  • الحرب والشتاء  | 2024-07-25
  • مرة أخرى | 2024-02-08
  • أول ساعة فراق | 2024-07-26
  • لحم معيز - الجزء السابع والأخير | 2024-07-25
  • لم أكن أعرفك … | 2024-07-26
  • لماذا المنهج الصوفي أفضل من السلفي؟ | 2024-07-26
  • الإنتاج هو الحل،، كبسولة | 2024-07-26
  • وكلما مر عليه ملأ من قومه !!!!! | 2024-07-25
  • ماتت سعادتي | 2024-02-05
  • دواء الدنيترا و سرعة ضربات القلب ، حالة خاصة ، ما التفسير؟ | 2024-07-25
  • انت عايز تتربى  | 2024-07-24
  • سيدات ثلاثية الأبعاد | 2024-07-24
  • أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه في رؤيا منامية، هل تلزم الرائي ؟ | 2024-07-24
  • المعنى الحقيقى للزواج فى زَمَنِنا هذا | 2024-04-05
  • الفجر والغسق | 2024-07-24
  • ليس محمد صبحي !! | 2024-07-24
  1. الرئيسية
  2. مدونة م أشرف الكرم
  3. إشكاليات الجميلات

 

قال لي صديقي الشاب الثلاثيني، متوسمًا فيّ الحكمة بعد المشيب، سيدي: ظللت بها متيمًا لسنوات، واعتبرت ارتباطي بها هدفًا لحياتي في أواخر العشرينات من عمري، حتى ظفرت بها بعد تعبٍ ومجاهدات، بين مقاومة الأهل وتحذيراتهم من مخاطر الارتباط بالجميلة، ومخالب الأب الذي يريد أن يحظى لابنته الجميلة ما لم تحظى به غيرها ممن هنّ حولها، ومخاوفي الشخصية مما سمعته عن الجميلات وحياتهن.

وما أن بدأت حياتنا في المسير، حتى فوجئت بمتطلباتها التي تعتبرها عادية، ولم اكن على درايةٍ بذلك مطلقًا، إذ أن كل معلوماتي كانت في إطار التسابق على الارتباط بها قبل غيري، ولم أتوقع وقوفها بالساعات أمام المرآة، ولا حديثها المستمر عن جمالها، ولا رغبتها المتواصلة في أن تسمع كلمات المديح والغزل الخفي والصريح، هذا بخلاف ارتفاع تكلفة المساحيق وادوات التجميل والتصفيف.

وبادأني بسؤال شعرت فيه بالكثير من الحزن، هل كنت في إقدامي على الارتباط بزوجة جميلة مخطئا، ؟

في الحقيقة لم تكن الإجابة على قدر سهولة السؤال، فهذه التفاصيل التي ألقاها في وجهي، لم تكن في حسباني أيضًا، ومن ناحيةٍ أخرى أنا لست أمام سؤال عن خطوة مستقبلية، بل هو بالفعل تزوجها وليس من السهل أن اقول كلمةً تهدم أسرة،

وبصدق، رددت عليه بما أراه حقائق عامة، وقلت: يا صديقي الشاب، لا تتوقع أن في الدنيا جمالٌ مطلق، وليس فيها نعمة تروق لنا إلا وفيها من المنغصات ما يجعلها تتناسب مع الحياة الدنيا التي ليس فيها كمال، حتى لو أعجبك فيها من النساء جمال،

وأكملت، فما تراه انت اليوم من معايب في سلوكيات الجميلة، لا يراه كل من لم يرتبط بها، ولو سألت أيًا منهم فسنجده يتمنى أن يكون مكانك مع جهله بالمعايب التي أنت منها تعاني، 

وبالتالي نتعلم هنا أن من لم يخُض التجربة ليس له أن يحكم، وليس له أن يقارن، لان أوجه المقارنة لن تكون عادلة تحت وطأة عدم الإلمام بكل ما لدى الغير من خيرٍ أو شر.

ثم أردفت: واعلم يا صديقي أن ما تعاني منه اليوم من اشكاليات الجميلات، لو أنك لم تحظَ به لظللت عمرك ترجو حدوثه، وقد لا تتزوج انتظارًا لها، أو إحجامًا عن الزواج لأنك لم تظفر بها، فاحمد الله على ما أنت عليه الآن، فهو أفضل من الصدمة بالحرمان، وحاول معالجة السلوك بتعديل الأفكار، كأن تقنعها بأن جمال التعامل والروح أهم زأبقى، وأن الإنسانيات بينكما تقوي الارتباط أكثر من الجماليات. 

وأنهيت حواري معه قائلًا: إن هناك تعادلية خفيّة من الله تجاه خلقه، ولابد أن نجد مع كل نعمة بعضٌ من نقمة، كي يتوازن الإنسان في طلباته من التملك في الدنيا، وتكون النعم التي عند كل البشر في حالة توازن واتزان تغلفها تعادلية من عطاءات الرب الواهب لكل هذه المواهب.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1037 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع