تمر بنا أحداث في الحياة، منها ما هو قدَريّ، ومنها ما هو يقع تحت مسئوليتنا رغم أنها أحداث مكتوبة منذ الأزل،
فكتابتها منذ الأزل، لا ينفي مسئوليتنا عن الأحداث، حيث أن كتابتها هي كتابة علم، وليست كتابة قهر أو إلزام.
كان هذا جزء من حوار طويل مع أحد الأصدقاء، أثار موضوع مسئوليتنا عن القدر، حيث طرح رؤيته حول ما كان مكتوبًا علينا، وكيف نكون عنه مسئولين، ؟
وفي الحقيقة، يوجد خلطٌ شديد بين المسئولية والقدر، فالأقدار هي مجموعة طرائق مرسومة ومعلومة من خلال قوانين كونية منها قانون المسئولية، فما أختاره بنفسي، سيؤدي بي لا محالة إلى نتيجة تتماشى مع القوانين الكونية التي تمثل إرادة الله في الكون، والمتمثلة في أن الأسباب تؤدي الى النتائج، وتلك النتائج مكتوبة عليّ منذ الأزل، لكنها مكتوبة كتابة علم وليس جبر، وأكون مسئولًا عن إختياري مسئولية كاملة، ليس للقدر فيها أي مسئولية.
فإذا أحسنت الإختيار وسعيت واجتهدت وفعلت ما يجب عليّ فقد وفيت مساحة المسئولية، حتى لو لم أصل إلى النتيجة المرجوة، حيث أن النتائج تتعلق أيضًا بأمور أخرى، مثل مسألة الرزق ومسألة الأصلح لي مما لا أعلمه، وأكون في هذه الحالة لست مسئولًا رغم عدم حصوليعلى النتيجة، حيث قمت بالأسباب والاجتهاد المطلوب.
الأمر يحتاج لفك الإشتباك بين المسئولية والقدر، وأيضًا النتائج،
حيث يعلق الكثيرين تقصيرهم في مسئولياتهم على شماعة القدر، في حين أن الذي يمتلك الاختيار، هو المسئول حتمًا عن النتائج -مسئولية سعي واجتهاد- حتى لو كانت مكتوبة عليه -كتابة علم كما ذكرناه- فكتابتها ليست جبرًا، ويظل علينا واجب إيضاح هذا الخلط وفك التشابك في هذا الأمر لكل الناس وبخاصة الشباب، حتى لا يقعوا تحت طائلة الشطط والأفكار الشاذة.