قال متحسرًا على ما قدمه لأبنائه وللبعض من أقاربه وللكثيرين من حوله: لقد أعطيت مالم يعطِ أحدٌ مثلي لكل هؤلاء، وحينما جاء وقت رد الجميل، لم أجد أحدًا.
وتساءل حزينًا: هل هذا هو آخر الزمان،؟ هل أخطأت حين أعطيت ولم أوفر جهدي ووقتي على أحد،؟ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان،؟
وبصدق، فإنها إشكالية حزينة يقع فيها كثيرين، ولا يستشعر ضوابطها أحد، سواءا مَن يُعطي ومَن يستقبل العطاء، والطرفان شريكَين في الخطأ،
وخطأ من يأخذ وينسى ولا يرد الجميل معلومٌ لدى الجميع، لكن قد تستغرب أخي القاريء الكريم خطأ من يُعطي، إذ كيف يكون مخطئًا في حين أنه يعطي ويجزل العطاء، وهذا الذي الذي حث عليه ديننا ونادت به القيم الإنسانية وجميع الأعراف الأخلاقية المعتبرة،؟
نقول هنا: إن الخطأ يتمثل في أن الذي يعطي هو ليس على وعيٍ بحدود العطاء، حيث أن لكل فعل حد معين، بعده يصير من الإيجابية إلى السلبية، وهذا الحد هو حد "التوازن" الذي لا نمنع به عطاءا، ولا نقع به في الإحباط وحدوث الضرر بالنفس بسبب العطاء.
إذًا ما الحل فيمن يعطي عطاءا،
ولا يجد المقابل، بل ويحصد الإساءة ،،؟؟
الحل له شقان:
الأول: أن نوجه عطاءاتنا لوجه الله وحده، فلا نُصدم برد فعل سيء ممن أعطيناه ولا ننتظر منه الرد أصلًا.
والثاني: أن لا نعطي إلا بتوازن،
والتوازن هو أن نعطي دون أن يكون العطاء زيادةً عن قدرتنا وتحملنا.
التوازن قانون كوني،، لا يتغير ولا يتوقف ولا يحابي أحدًا ويجري على الجميع.
"أن لا تطغوا في الميزان" صدق الله العظيم