بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم اجمعين
"اللهم إني أعوذ بك من العُجب والخيلاء"
بداية أرجو ان تغفروا لي إن بدا حديثي عن نفسي فيه شيء من المديح
دائما ما كنت أسأل نفسي عن عشقها الجنوني للون الأخضر ودائما لا اجد إجابة قاطعة .. لكنني حقا أعشق اللون الأخضر جدا .. احب ان أراه في كل شيء حولي أحب الزرع لخضرته .. أسعد لحظات حياتي عندما يبدو طرف برعم صغير في شتلة قمت بزرعها وأرقبها يوما بعد يوم حتى تزهر .. فمثلا اليوم لم أخلد للنوم الا بعد شروق الشمس ولذلك لم تكن لقوة على الأرض أن توقظني من نومي الا حينما نطقت من توقظني وقالت "قومي اتفرجي على الفل بدأ يزهر" وعلى الفور في أقل من الفمتوثانية كنت خارج المنزل أشاهد شجرة الفل بعينين لا يكادا ينفتحان من سلطان النوم الغالب عليهما .. وما ان رايتها حتى نسيت النوم والارهاق والحياة كلها وجلست بجانبها .. حتى عندما أسقي الزرع أستمتع جدا وأنا أنظفة بالماء برفق وكأنه كائن حي يحتاج لمن يحنو عليه وساعتها أشعر أن أوراقه ترفرف فرحا ونشوة .. علاقة غريبة بيني وبين كل شيء أخضر ولولا خوفي من أن يسمونني "ذات الرداء الأخضر" لكان ردائي الدائم :)
كل هذا جميل ويبدو وكأنه مثالي ويدعو للرومانسية ولكنه في نفس الوقت جعلني أتعامل مع البشر بقلب أخضر مثل الزرع يتألق ويزدهر كلما أحس بحنو ورفق واهتمام من حوله ينكمش ويغلق أوراقه على نفسه إذا لم يرى الشمس إذا تحولت حياته لليل وحدة طويل ..
مشكلتي أنني إنسانة عاطفية جدا أتعامل مع البشر "ولا ازكي نفسي على الله" بقلب أخضر أفرح جدا لفرح غيري وأحزن جدا لحزن الغير لدرجة أنني في بعض الأحيان تكون لدي مشكلة وبمجرد ان استمع لشكوى أحد أجدني أهتم بمشكلته بالشكل الذي ينسني نفسي
ولذلك أجدني اتأثر بمن حولي جدا مما جعلني من النوع "العشري جدا" لدرجة أنني أتعلق بالأماكن والأشخاص والذكريات بشكل مرضي وهذا عيب خطير جدا جدا لأن البشر للأسف الشديد قليل منهم من يخلص لك ويكون رفيق لدربك .. فمن علاقتي مع الناس تجدهم فجأة يصبحون حولك ويكونون كل شيء لك في الحياة بشكل يجعلك تندهش سائلا نفسك "ليه بيحبوك" وفجأة تبحث حولك فلا تجدهم وتسأل نفسك مرة أخرى "ليه سابوك" ولكن لا إجابة في الأولى أو الثانية
أروض نفسي كثيرا على عدم التعلق بالأشياء ولكن دائما الطبع يغلب التطبع
أنني صدمت من أناس كثيرة وتألمت من أناس أكثر .. أنا لست آسفة عليهم كما يقول نزار قباني ولكن أشعر بشعور بغيض داخلي تجاه كل هؤلاء ليس كرها فإنني لا أكره أحدا وإنما شعور لا أستطيع أن أصفه .. شعور من هو غضبان من نفسه
والسؤال الآن .. هل يتحول الزرع الأخضر لمجرد عود حطبي جاف
لا أفقه كثيرا مما قلت ولكنني أردت أن أفضفض