هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • حين اختصرت العالم فيك
  • ما زال فيكِ وهج
  •  دعني أهمس لك بأمر خطير ..
  • حين تنتهي الحكاية… يبقى القلم
  • هل يكتب القلم أم يبوح؟
  • بين حبرٍ يجفّ، وقلمٍ يأبى السكوت
  • حين نزف القلم بدل الحبر
  • القلم الذي ظن أنه لا يحتاج الحبر
  • هل خان الحبر القلم
  • القلم الذي كتب بلا لون
  • حين يُخلق الحرف من فراغ
  • ماذا يقول الحبر عن القلم ؟
  • القلم: بين الأداة والهوية
  • أنا لا أعلم الغيب ..
  • المسيرات الإلهية.. أسباب السماء
  • وأنت ِ تحتضنيني..
  • حلم يتبخر
  • أغوص، أطمئن وأغتسل
  • في حضرة الغياب
  • كل شيء هاديء في الجبهة الغربية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة زينات مطاوع
  5. قطرات اللطف في كتاب "النجم الذي هوى" للمستشار الكاتب: بهاء المري

ما أتعس المرء وأشقاه إذا تلبّس قلبه وعقله جنون الطموح الجامح، وتحول بداخله إلى شيطانٍ شره، ينتعش سعيه الضال في النفوس على إثر رائحة الاحتراق المتبخرة من رفات عمر الوطن المتآكل بفعل الهوى الضال وظلمة الجشع!

 

هل من محيص للنجاة من هول السقطة التي أسالت دم الوطن، وأراقت فضيلة مرتكبها على سفح النهم، ووزر الهوان، بعدما عاش صوت الأنا يخترق الآذان كغرابٍ ينعق على أنقاض طمعٍ ملعون، يضرب الأرض بمقامع من خذلان وهو يحفر قبر صاحبه بما كسبت أيدي هواه؟

 

وهل في قضايا الحب وشريعته، والوفاء وعزته من قصاصٍ للجروح الأبية التي لا تقبل في الحكم على الخاطئين في حق منزلتهم بالقلوب مداولة أو طعنًا أو استئنافا؟

 

وهل يغفر أبناء الوطن النازف كبوة المحامي الذي بلغ في القلوب من الحب مبلغا بما قدمت يداه من خيرٍ سابق شهده القاصي والداني، وعطاء غير مجذوذ فيما تبقى له من حياة؟

 

أم أن صك المغفرة في شريعة المحبين قد استكثر على شيخٍ ـ طاعن في الندم على ما سلف، بالغ في الحزن عتيا على ما بدر منه، مضرج بخطايا النفس الأمارة، منبوذ بسهام القصاص المعنوي أربعة وثلاثون عامًا مرت رتيبة كعقارب الساعة العابثة في رماد الانتظار ـ العفو والسماح بالرغم من مسامحتهم غيره وعفوهم عن الكثير؟ 

 

 وحين غرق في جُبِّ تيهه وغيابات طموحه لم يجد مَن يمد له دلو الحياة لإنقاذه، وانتشال إرثه وذكراه من الفناء، بل شراه الجميع بثمنٍ بخس وأصبحوا في وجوده من الزاهدين، للدرجه التي طفح فيها الغبن والفقر والوحدة على وجوده، ولم يودعه أحد بطلّة من طرف قلبه، أو نصف ابتسامة وجل أو إشفاق، أو صدفة متفقٌ عليها من حنان الرجاء المُستجدى من إرهاصات السعي المنشود في دروب المستحيل دون جدوى. فلم يشيعه أحد إلى مثواه الأخير إلا الصمت!

 

ذلك الذي كتب عنه المؤلف القاضي الجليل (بهاء المري) في كتابه هذا: "ملأ الآفاق شهرة، وارتفع بالمحاماة إلى عليين، وهوت به المحاماة إلى قرار الجحيم. يتكالب الجمهور على حضور جلسات المحاكمات ليسمعه كما يتكالب على حفلات منيرة المهدية، وفتحية أحمد، وأم كلثوم، تغنى به الناس، ودخل حياتهم اليومية، فقالوا فيه الأمثال، ورووا عنه الفكاهات والأساطير، ثم نبذوه نبذ عدو لدود"

 

قد طرح الجميع إرثه وذكره في مقبرة النسيان، وأهالوا عليه تراب التجاهل، إلى أن بسط لذكراه القاضي الجليل جناح الود من الرحمة، ونفض عن إرثه غبار الغبن والإهمال، وعمل جاهدًا على تبرئة ذمة روحه من تهمة النذالة والخيانة والسفه بحيادية تامة، قلما يصل إلى ذروة سنامها إنسان محب لمن نهل من أدبه وعلمه، فالواقع خير شاهد على الميل الطاغي والانحياذ المتعصب والأعمى لكل مفكر أو أديب نال من قلب قارئه مكانة.

استطاع كاتبنا الجليل أن يتصدى بشغف الباحث، وفكر المؤرخ، وقلب الأديب، وحكمة القاضي وعدله إلى تلك العقبة الكؤود التي اعترضت حياة ذلك العبقري "ابراهيم الهلباوي" وأودت بتاريخه إلى الهاوية، وتمكن من إزالة الغموض عن سيرة ذاك المحامي الذي منح المحاماة حياة أخرى لم تكن لها قبل أن يمتهنها، ويعطيه حقه ومكانته الحقيقية من كونه محام جهبذ، وأديب عبقري، وسياسي بارع، ووطني بذل روحه وعمره في سبيل وطنه، ثم إنسان غلبت عليه شقوته، وتمكّن الهوى والطموح من نفسه الأمارة؛ فهوى، حين أخطأ مرة واحدة فقط، لحظة وافق أن يكون المدعي العام في محكمة دنشواي المخصوصة ضد أهله.

 

ـ عصفٌ ذهني اجتاحني بلا هوادة، وصراعات نفسية وفكرية لا حصر لها احتدمت داخل قلبي وعقلي أثناء القراءة أول مرة، وخُيل إليَّ أن النجاة في الفرار من هول الحدث، أو السقوط في بئر اللاوعي والجهل بالأحداث والفوضى!

 تساؤلات شتى دارت رحاها داخل نفسي التي ازدحمت بكل شئ ونقيضه، وسحب الشرود تمطر فكري بوابل من الحيرة بين لِمَ، وكيف، ولماذا...؟!

وهنا تكمن عبقرية الكاتب ومصداقيته وتفرده الإبداعي حين ألقى بنا في متاهة نفس بشرية حوصرت بين جيشي الطموح والجهل بمقام النعم، بين اشتهاء اللامحدود وفقر التأدب في حضرة الموجود، بين السعي المدفوع بالطمع وفاتورة المبادئ والقيم المؤجلة في طيات الغيب؛ فجنّ عليها ليل الهوى؛ فهوت.

وهنا قد استطاع المؤلف الجليل أن يمنح فكر كل قارئ ميلادًا جديدًا، قد وُسِّع له في صدره؛ ليُعَظِّمْ شَعَائِرَ الخير في كل نفس حظي منها الضعف بنصيب، فيعطيها حقها، ولا يبخس قدرها، فينهي القارئ رحلته مع الكتاب ولا ينتهي من أثره الذي طبع داخله. 

قد قدم لنا المؤلف سيرة المحامي العبقري "ابراهيم الهلباوي" بحقيقتها، وخيرها وشرها، وترك لفكر القارئ وقلبه العنان؛ ليتدبر، ويفهم، ويهتدي، والحكم لرب النفس والبشر.

 

ـ ذات زهو من الفكر، قد أخذت "الهلباوي" العزة بذلاقة لسانه، حين صاح فيه المحقق ثائرًا:

 

ـ سأخرب بيتك!

 

قال الهلباوي:

 

ـ إن رئيس وزارتك نفسه لا يستطيع أن يخرب بيتي، بل الخديو لا يستطيعه، بل السلطان عبد الحميد عاجز عنه.

بل الله سبحانه وتعالى لا يستطيع أن يخرب بيتي!

 

وهنا أشعر أن الكبوة التي أودت بحياته كلها كانت في تلك الجملة التي سطر بها حروف نهايته على جبين عمره المسهوم بذلاقة لسانه، وإن كانت حادثة دنشواي سبب، ولكنها سبب ليعرف الإنسان قدره، ويتأدب في حضرة النعم، وهذا الإمهال من لطف الله ورحمته، ويصبح الفهم ترجمة الكبوات والعثرات والمحن وليس عطايا العلم وأثمان الخبرة! 

فمن منّا لم يمد قلبه بنية بيضاء من غير سوء ليضمم حضور من يحب بأعذب لفظ وأروع حِس؛ إكرامًا وإجلالًا لمقامه؟!!

من منّا إذا رُتل عليه اسم "عظيم" فاز بنصيب وافر من قلبه ولا يهتز ولا يرتجف احترامًا لقدره ومقامه؟!

فمن أين اكتسبت ذلاقة اللسان كل هذه الغفلة، والفقر في الذوق واللفظ ومعنى الحِس في حضرة ذكر اسم المنعم الأول علينا؟

 

ـ رسالات الكتاب:

يقول برنارد شو:

الطُّموح هوَ أن تعِيش بضعَ سنواتٍ مِن حياتكَ بشكْلٍ يستهْزئ به أغلَب النَّاس كيْ تعِيش بقيَّةَ حيَاتك بشَكلٍ لا يسْتطِيعه أكثَر النَّاس.

 

ـ الذي يوتد عزمه في أرض شغفه، لا يثنيه عن الوصول لغايته "مؤهل عالٍ" سقط منه سهوًا ولغوًا في الزمان العاثر!

وهنا المحامي العبقري صار نجم المحاماة الأوحد في زمانه على الرغم من عدم حصوله على مؤهل دراسي في الحقوق ولا في غيرها، فقد اعتاد أن يتنفس الحياة وهو يُشهر حبه في وجه طموحه وإصراره غير مبالٍ إن عضه الفشل، فأوقع به في هاوية اليأس، أو هجم هو عليه وأتقن نزاله؛ لأنه في كل حال أدمن حب السعي والنضال، وأجاد الخروج من كل مرواغات الحظ منتصرًا إلا في اللحظة التي خرج عليه هواه، حين فتر عزم صالح حبه واستسلمت لرياح الطمع نواياه؛ فسّلم كل راياته!

تُرى، هل أدركه اللطف، أم فهم هو رسالاته؟

وكيف لم يدركه، وقد كان مولاه به حفيا إذ أخرجه من غيابات الهم، ورد له عافيته، ووسع له في روحه سعة تسع كل ردود أفعال البشر، ونزالات الألم بجلد واحتمال. 

 

ولكن، هل من طعام يطعمه النجم إذا سما؛ ليثبت به فؤاده، ومن له إذا اصطفته النعم، وأتى عليه حينٌ من الزمان النادر، فأورده مورد النعيم المسكر؛ فالتهمه دون التفاتٍ ليومٍ يتألى عليه هواه أن:

"اركض بشططك، هنا مقامك على عرش الخلود قد استوى؛ فزيِّن له نشوة الطاعة العمياء، ولضميره وفرة الأعذار؛ فأصابته لعنة الجهل بمقام النعم، فظن الوفاء، وأمن الدوام؛ فغرق غرق المتعطش وهو في بحر الأماني يسبح بحلقٍ متشقق وقلب لاهث، فلا طاله الشبع، ولا وافاه الرواء؛ فهوى دون قلبٍ يذكر اسم الله عليه؟ "

 

ـ الفهم والأدب خير زاد للنفس التواقة؛ 

فكان لزامًا على الفهم أن يسبق الفناء في الذات والركض اللاهث وراء الطموح الجامح والهوى، ويأخذ النصيب الأوفى من التأني والورع والتقى؛ ليصل الإنسان بسلام، فتحفه الطمأنينة، وتغشاه السكينة، ويتربع على عرش قلبه الأمان.. 

ففي كل حال سيصل كل ساعٍ لمبتغاه، ولكن ليست العبرة في الوصول وسرعته، ولكن العبرة في الفهم الذي يضمن سلامة الوصول وكرامة الرحلة.. 

فشتان بين الوصول لأجل الوصول، والوصول المسنود بالفهم الذي يُطعم صاحبه الورع زادًا شهيًا في كل خطوة، والحكمة هديًا بالغ الإنسانية عند كل عثرة، والوعي نبراسًا يُطلق بصيرة القلب عند كل تيه وبلية، فإن لم يحصل الإنسان من الرحلة إلا على الفهم، لكفى به نعمة وأنعم به من وصول!

 

ـ الأدب..

فهذا الكتاب أيضًا يمثل صرخة مدوية في وجه الفقر بكل ألوانه وأنواعه..

فقر الأدب مع الله، مع النعم..

ورسالة لكل نفس بشرية فتنها الطموح، ونال منها الهوى؛ فهوت. 

 

ـ ففي إهداء الكتاب كلمات تعادل الدنيا، يهديها الكاتب لكل نجم سما، فأخذه من هوى نفسه ما هوى؛ فغوى! 

وكأني أشعر أنه يقول لكل إنسان راغب في الطموح بجنون:

 

"أمسك عليك رشدك حال الطموح الجامح، وليسعك قلبك وقناعته؛ فسكرة الوصول المدوي على أنقاض أبناء الوطن الذبيح قاتلة ومهلكة، كصرخة الزمن الثائر طيلة إمهال الغادر وانتظار المغدور لنصرته"

 

ـ وأخيرًا من أعظم رسالات الكتاب "الوفاء"

 

وفاء القاضي الجليل "بهاء المري" للمحامي العبقري الذي نهل من أدبه ومرافعاته..

فقد جاهد كاتبنا الجليل جهدًا مضنيًا، وأنفق روحه وعمره ووقته؛ ليكشف الحجب عن حقيقة المحامي العبقري "ابراهيم الهلباوي"، وينتزع فتاته من حقب التاريخ السحيقة، ويعتق إرثه ـ الذي صار مرتعًا لكل عابث، وملهى لكل راغب عنه ـ من قيد الزمان الآفل، ويحرر مجده، ويمنحه صك حياة جديدة بعدما بيع في سوق التجاهل كبضاعة مزجاة لا تسمن ولا تغني من وجود، ويهديه لحاضر متلهف لمعرفته ووصله، ومستقبل شغوف للنهل من إرثه والتعلم من كبوته، والفهم من سيرته وحياته العامرة بكل شئ ونقيضه؛

فسلام على الأوفياء في كل زمان ومكان.

"الوفاء ثمنه وفاء"

إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑2الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓-3الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑4الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة حسن غريب
9↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
10↓-2الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑25الكاتبمدونة نورا شوقي200
2↑19الكاتبمدونة رشيد سبابو212
3↑17الكاتبمدونة محمد جاد78
4↑14الكاتبمدونة غازي جابر67
5↑9الكاتبمدونة خالد دومه30
6↑9الكاتبمدونة شيماء عصام124
7↑8الكاتبمدونة احمد كريدي98
8↑8الكاتبمدونة نجلاء محجوب142
9↑7الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)158
10↑6الكاتبمدونة مها الخواجه29
11↑6الكاتبمدونة سعاد سيد187
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1072
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب692
4الكاتبمدونة ياسر سلمي653
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم571
7الكاتبمدونة آيه الغمري497
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني424
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة402

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب331140
2الكاتبمدونة نهلة حمودة187354
3الكاتبمدونة ياسر سلمي179414
4الكاتبمدونة زينب حمدي169181
5الكاتبمدونة اشرف الكرم128816
6الكاتبمدونة مني امين116271
7الكاتبمدونة سمير حماد 106811
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97370
9الكاتبمدونة مني العقدة94255
10الكاتبمدونة رانيا ثروت87675

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
2الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
3الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
4الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
5الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12
6الكاتبمدونة محمد عسكر2025-06-04
7الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
8الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
9الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
10الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12

المتواجدون حالياً

1562 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع