المِحَنُ رسل وعي وتمحيصٍ وفقهٍ وتربية للعالمين، ستعلمك المِحَنُ أن توكل كل أمورك دقها وجلها لله، أن تصرف كل ذرة في كيانك إلى ربك، وأن تستغني وتكتفي به وحده دون سواه، ستعلمك المِحَنُ ألا تنتظر عبورًا ولو على هامش حياتك من أحد، ألا تحزن لتغير أحد أو بعده، وألا تفرح لقرب عارض؛ فشريعة القلوب التقلب، وفطرة الدنيا المجبولة عليها هي الفراق، ستأوي إلى ركنك الشديد وتعتصم به من العالم أجمع، ستجيد عن حب إتقان وثقافة فن المسافات وأنت بكامل رضاك وعافيتك، ستُصنع على عين المِحَنِ إنسانًا جديدًا قد بلغ من الفهم والحكمة مبلغ ألف عمرٍ وعامٍ وحب، ستمنحك ترياقًا للحياة لن تعثر عليه إلا برضاك، ولن يُصرف في صيدليات الحياة، بل يُوَرِّثك إياه ربك حين يُلهمك رشدك، ويجازيك عن الإحسان إحسانا، ستظل مدينًا لكل محنة مرت بك فجعلت منك إنسانًا يمشي برحمته وحكمته في الناس.