إن الناس يطلبون النصيحة, التي لا تكلفهم شيء, والتي تثني على أعمالهم ولا تشق عليهم فعلها, وإلا رموك بالحقد والغيرة والعجز عن إكتساب ما فضلهم الله به من مال, فإذا ما أوضحت أمر المال وإنه ليس دليل رضا أو غضب من الله, أشتد حنقهم عليك, فاليهود هم أغنى البشر على كوكب الأرض, وفي أيديهم عصب الاقتصاد, ويحركون سياسات أمم عريقة, بفضل المال, ويميلون به إلى رغباتهم وتحقيق أهوائهم, ولم يقل أحد أنهم أقرب الناس إلى الله, والغرب أكثرهم ممن لا يدينون بدين, ولا يعترفون بأنبياء, ويعتبرونها أحاديث ماضي, وجهل وهم أكثر الناس ترفا وغنى, كان النبي يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع, وفي المسلمين أثرياء, في كفار قريش أثرياء, وكسرى وقيصر ينعمون بالحرير والحياة العريضة, ولم يقل أحد أن الله يفضلهم على الأنبياء ووالرسل, ولو أنهم أدعى العكس لكان أقرب إلى المنطق, مما يقولون ويشهدون, فلك أن تنصح بالحق, الذي تعتقده, ولهم ما يدور في عقولهم وقلوبهم.