ترامب الشبح, يفتح زراير القميص, ويشمر عن ساعديه, واقفا بشاربه الأصفر العريض, يسب ويلعن من يتحرشون بأمريكا, ويحاولون إغتصاب وارداتها, وإستغلالها في أعمال منافية للآداب, وأخلاق الدول. ترامب تربية شوارع واشنطن, وحواري نيويورك, خلاصة الجدعنة, المنتظر ليرفع من شأن أمريكا, وينقذها من براثن الدول المفترية, خلاصة الخلاصة, الذي سوف يجعل العالم ينام من بعد صلاة المغرب, بقوته وجبروته ....هل هو مستمع جيد للدراما المصرية في سنواتها الأخيرة, وقد تأثر بها, وقد عزم النية, وحلف تلاتين طلاق, ليطبق ما سمع ورأي, هل الرجل يعي ما يقول ويفعل؟ وهل الشعب الأمريكي سحرته فهلوت ترامب وشجاعته, وطولة لسانه, حتى يضع فيه ثفته, ويكون علامة بارزة لوجه أمريكا أمام العالم, لو كنت ممن يصدقون بالأعمال, لقلت أن الرجل دفع لشيخ شيوخ الدجالين, ليصنع له عمل جامد, ليسحر به شعبا برمته, ويفوز في الإنتخابات بقوة السحر والأعمال, ولكني أبرأها مما صنعت يد الشعب الأمريكي في إختيار رجل كترامب, ليقود العالم حقبة من الزمن, يقلب فيها مقاييس العالم, ويرتد به سنوات, وهو يظن أنه يصنع المجد لأمريكا, ولكنه مجد مزيف, قد يفضي إلى أحداث لا يحمد عقباها, فسياسة لَيً الذراع, وفتح الصدر, ليست إلا سياسة العصور البائدة, حيث الجهل والتخلف, رجل واحد في المكان الخطأ, قد يضر أمة بأكملها, حين يظن أنه يصنع التاريخ لشعبه وأمته, وإذا هو يقودها إلى الهلاك المحقق, فالرجل سياسته من رأسه الخاوية, التي لا تقدر الأمور حق قدراها, فلا سياسة, ولا حنكة في معالجتها, إنما العشوائية والعنجهية الفارغة, وعلو الصوت, وأفتكاسات وليدة اللحظة, لم بمر إلا شهور قليلة على ولايته, ويبدو أنه يضع العالم فوق فوهة بركان, قد ينفجر في أي وقت, دون أن يعي أو يدرك عواقب ما يفعل, أيعقل أن يكون الرجل الأول في العالم, بإعتبار أن أمريكا, هي القوة العظمى في العالم, أن يكن بهذه الدرجة من عشوائية القرارات, التي يتخذها ضاربا بالتأني والدراسة الوافية, واستشارت المستشرين, وأخذ رأي أهل الرأي, يضرب بكل هذا عرض الحائط, ويقف الشعب الأمريكي منه, موقف المتفرج, الذي تسكره الكلمات الجوفاء التي يطلقها رئيسهم .....إن تدليل ترامب لإسرائيل في قضية غزة, واتباع سياسة التهديد والوعيد, وفرض ما هو كائن, وإجبار الدول على الرضوخ لقرارتها, هو أمر مشين, فالسلاح التي تصوبه نحو رؤس العرب, لن يجلب إلا الخزي والعار للغرب, وهو يقف بلا حراك أمام ترامب ونتنياهو, وهما يخططا مصير شعب بأكلمه, محاولين التخلص منه, بإزاحته وطرده من أرضه, ليعيش في بلاد الغربة, مؤسوفا عليه, وقد مات حقه, وماتت قصيته. إن العالم انقطع صوته, طلبا لحل الدولتين, لتوقف الحرب, ويعم السلام منطقة الشرق الأوسط, ولن توافق إسرائيل على أن تقام للفلسطنين دولة, أو يقام لها كيان, لأنها بذلك تخلق لنفسها عدوا, معترف به, وتجابه دولة وجيش, وحرب لا تنتهي أبدا في محاولة استرداد أرضهم المغتصبة, أو هكذا ما تعتقد, لذا لن يكون للفلسطنين دولة, ولن تسمع من إسرائيل إلا كلمة على جثتي إن قام لهم دولة. فالحل الذي تراه أن يظل الأمر هكذا, حتى يفنى الفلسطنين قتلا وتشريدا, وتموت فكرة إقامة دولة مع الوقت, وأن يظل العالم العربي, يعاني من الضعف, ويُراقب من الغرب, ليظل الميزان متزن, بجعل قوة إسرائيل منفردة, تفوق قوة العرب مجتمعين, ليس في أمر السلاح فقط, وإنما سياسيا واقتصاديا وثقافيا, عدة ملايين قليلة, تنغص على ما يقرب من نصف مليار, حكم عليهم من قبل أمريكا, ومن ورائهم الغرب, يؤمنون على ما يريدون, ولتمت غزة, وليمت من يموت, في سبيل بقاء إسرائيل سيف مسلط على الرقاب العربية.