كان مساء عجيبا, عندما ألتقت قلوبنا على شيء واحد, كنا متنافرين, نسير في طريقين متباعدين, لم نلتقي أبدا على شيء, روحينا هائمتين, كل في عالمه الخاص, وقعت العينين في شرك ما, حينا اجتمعنا على ذلك الشيء, بحثنا عن أشياء بداخلنا تلتقي, وها هي ذي تعمدت أن أنظر في عينيها وأطيل النظر إليها, لكنه هرب بها بعيدا كأنه ينظر الى السماء والوقت حتى ينصرف كان مساء غير كل المساءات التي القينا فيها كان الاختلاف هو سيد الموقف بيننا ربما وصل الى التنافر في بعض الاحيان ولكنه لم يصل الى العداء رغم التباعد الذي كان يزداد يوما بعد يوما لعل قلوبنا كانت تبحث عن هدنة تلك الليلة كان في عينيه اشياء ولكنه لم يرد ان يبوح بها هل امره قلبه ايضا بهدنه ربما اعتراني شعور بالدفيء جعلني اتمنى لو طال اللقاء بيننا الى ما لا نهاية تسرب الى نفسي اني اتغير هناك ترتيب اخر يحدث بداخلي يصيغ انفاسي بنبرة مختلقة الضباب الداخلي ينقشع رويدا رويدا لتبدو صفحة النفس انقى من اي وقت اخر الالوان في تلك الليله اصبحت اوضح تتبدل ما بين الوردي والبنفسج والجوري السماء مطلية بنجمات صبية ضوئها باهر يقع على العين انجم مطرزة بحبات من لؤلؤ مكنون يجلس امامي كعادته منذ سنوات نتجادل ونخوض غمار النقاشات السهلة والهينة والوعرة حتى ننتهي بان نفترق وكل منا ليس عنده شك في عدم اللقاء ثانية فراق بلا لقاء اخر منشدةما يتطاير اثر المناقشات والحدة في معالجة الامور وحلها لم يطر لأذهننا يوما ان نجتمع على شيء فلماذا هذه الليلة ايكون السحر هو ابعد ما يكون من هذا الامر وحتى ان ما بيننا لا يجعله يفعل ذلك ذم انه اشد ثبات مني انني غير واثقة مما يدور في خلجات نفسه الان وربما يكون شعور بانه يعرب بعينينه غير صحيح وانما اشعر به هو خاص بي لا يشاركني فيه ان هذا المساء غريب حقا نقطة فاصلة في شعوري المتناقض الغريب لماذا اريد ان اوصل له رسالة استبعدها انا ويلحي علي فيها قلبي بارسالها اليه صراعي مع نفسي الان لا بد ان يكون هناك صراع اعيشه ولكنه الان مع نفسي وما اقسى ذلك الصراع حين تحارب نفسك وتثور عليها وتعد العد لتغزو نفسك وتحاول ان تحرر نفسك من نفسك وقد تنهزم وترفع الراية البيضاء لها وتأخذك اسير الى ما لا ترغب ولا تحب وتظل تفرض عليك عقوبات صعبة حينا ومهينة اخرى وانت لا تقدر على الرفض والعصيان وقد تراها وهي تقودك نحو الهاوية وترضخ لها كالمسحور يملأك الضعف وتظل حتى تتهدم ويضيع كل ما بنيته في سنوات الضنى اخذني خيالي الى تلك النقطة التي تجعلني اتراجع واعود الى زاوية من الحياة التي ترهبني وتخيفني من الاقبال فارتد على عاقبي مسرعة ولكن شيء ما يجعلني هذه المرة ان اهزأ بخيالي وان اسفه ما يقول واهزأ له ان خيالي هو الاخر تغير او يتعجب لامري فقد كنت اخذ كلامه جائما على محمل الجد فما الذي حدث انه حقا مساء غريب انه كنا هذا المساء طويل ولا ندري ما الذي جعله يختلف عن كل المساءات السابقة علا فيه شيء لم نكن نراه من قبل استجد فينا امر لم نكن نحس به او لعله ولد في غفلة منا وظل يكبر فينا دون ان ندري به من رعاه واهتم به وكان يغذوه لا نعلم من امره شيء ايي فجأة في مساء كهذا ليطلبنا بحقه في ان يخرج الى الحياة بعد ان سجناه بداخلنا سنوات امتدت فلماذا الان ولماا هذا المساء بالذات اراد الخروج ويريد ان يفرض نفسه ان الحيرة تتضاعف والشك في امر عقلي بدأ يساورني ويستوقفني وانا حائرة تائة بينها جميعا