سافرتُ بجرح في الوجدان عميق . وسفري هذه المرة ليس ترفاً أو لهوا ولا بحثاً عن الجنة المفقودة في بلاد العرب، أو رغبة في الهروب من ذاتي المعذبة بما يدور حولي ليل نهار، عاجزا كغيري أمام خياراتِ أصحاب المصالح الكبار وهم يدفعون المنطقة إلى أتون حرب عبثية تفور نارها ويتسع بالفتنة مداها لتشمل كل بلاد "شرق أوسطنا" التعيس ... بلاد وهبها الله ثروة من باطن الأرض لا فضل لأحد فيها غيره فلم تحفظ بها عهدا ولم تجمع بها شتات أمة فقيرة بائسة تقوى بما لديها أمام كل باغٍ مستبد، فَحَوّلها الطامعون فيها الى نقمةٍ عربية لا تنتهي الا بنهايتها... أو نهايتنا جميعا.