أيها الفارس النبيل لماذا رحلت؟؟ سؤال ليس في محله. ولله في خلقه شؤون. فكم من أسئلة تدور في أذهاننا لا محل لها ولا منطق. حين يغيب رب الدار ينسج الخوف هواجسه على ساكنيها وتحتل الوحشة حنايا البهجة الهاربة حتى يعود.. لكنك أيها المسافر ودعتنا في زحمة القتال العربي ملتاعا ومضيت عاقدا العزم أن تبقى هناك... وتركت للقدر حق التصرف في المنازل والمدائن والضمائر والخيام ..حملت عنا أكثر مما يطيق البشر حمله ولم تشتك يوما أو تمنّ به علينا.. ورحلت في صمتك البليغ بوجع قلبك الذي ضربه وهن الحزن على المعذبين في كل بقاع الأرض وعلى الأقربين من حولك ساكني الشتات.. ورغم فؤادك المعذب من عبث الخونة والضالين، كنت كريما في كل ما أعطيت ولم نكرم وفادتك .. وكنت كريما في رحيلك ولم نحسن من بعدك عواقب الرحيل.. وتركنا أنفسنا رهنا لعالم أحمق في زمن الخونة والذئاب. دارنا أوشك يستبيحها العملاء السفلة والجهلاء حين يغيب حارسها ويكسر قامتها العابثون باسم الدين حينا والدنيا أحيانا.. لولا بعض مما تمرس عليه شعبنا النبيل وجيشنا الأبي لضاعت كل الأماني وهانت علينا الديار.....
أيها الرجل الذي رسم التاريخ صورته خارج بلاده فوق أبراج المدائن والمنائر والقلاع.. وتناهى صوته الى كل بلاد العالم الحر نابضا بالحق والحرية والسلام.. وصار إسمه رمزا للشرف والعدالة والمجد... لماذا رحلت؟
إسماعيل أبوزيد