أعظم استبداد يمكن أن تقابله في حياتك هو أن يبتليك الله بواحد ممن يظنون أنفسهم المتحدثين عن الله في الأرض ، المفوضين من قبله تعالى للحكم على الخلق .
وبالنسبة لي لم يعد أبغض إلى قلبي ونفسي من أن تقودني الصدفة البحتة للقاء أحد من هؤلاء ، أو أن يسوق القدر في طريقي أحدهم ابتلاء وتمحيصا .
فالناس جميعا عندهم مذنبون ، وكل من لم يتخرج في مدارسهم التي ربتهم على الجمود والتسلط على الخلق جاهلون ، و من ليس على مذهبهم العقدي مارقون ، والمخالفون لمذهبهم الفقهي منحلون .
عليك إذن مقابل أن تسلم من ألسنة هؤلاء الحداد أن تطرح ماتعلمته في مدارسك العلمية السمحة خلف ظهرك …
ثم عليك أن تمنح عقلك عطلة فسيحة وراحة أبدية ….
أما قلبك فعليك أن توقف نبضه حتى لايتفاعل تفاعله الفطري مع الحق والحقيقة …
وعليك قبل كل ذلك حين تسمع أحدهم يتحدث بكل مايصدم حسك الإنساني أن لا تكف عن قولك " الله يامولانا على هذه الفتوحات التي لم أسمع بها من قبل "
أستعير هنا شيئا من شجن الشيخ محمد عبده حين قال مشفقا على مستقبل الإسلام تحت وصاية هؤلاء الولاة المستبدين :
ولكن دينا قد أردت صلاحه
أحاذر أن تقضي عليه العمائم
أقول : رحمك الله ياإمام !!
ولتهدأ روحك في مستقرها لأنه لايزال بيننا أولو بقية من ورثة علمك وفكرك هم مصابيح الدجى في ليالينا المظلمة …