فيوم العيد هو اليوم الوحيد الذي يرتد بنا قسريا إلى أيام طفولتنا البريئة ، مرحنا ، لعبنا ، عائلاتنا الكبيرة ، ثم العيدية فلا كبير على العيدية ، نأخذها من كبير العائلة اب ، أم ، زوج ، بمرح طفولي يضحك قلوبنا، بل وربما نحرص على تحويشها اعتزازا بها لأنها حقيقي تصنع بداخلنا بهجة .
والعيد للأمهات غنيمة كبيرة ، لأن عيدية الأولاد حتما ستدخل إلى جوف خزانتهن العميق تحت دعوى تحويشها ، ومن منا لم يذق يوما مرارة استيلاء أمه على عيديته ؟
اقتربوا من الأطفال في العيد وشاركوهم المرح الطفولي الغض ، ولنسمح للطفل الكبير الذي بداخلنا للتوحد مع هذه الطفولة الغضة لنفرح بعمق .
العيد وقفة لكسر الإلف والعادة التي تلتهم أيامنا ، كلما أفلحت في كسر روتين حياتك استشعرت العمر والزمان والأيام ، بل والساعات واللحظات .
وشريعتنا الإسلامية الإنسانية تريد من كل واحد منا أن يقف وقفات متعددة على مدار اليوم واالشهر والعام يستشعر العمر والزمان ، العبادات كلها موقتة بوقت : الصلوات الخمس ، الصوم ، الحج ، وأذكار الصباح والمساء التي تستفتح بها اليوم وتختتمه ، ماهي إلا وقفة لهذه الغاية ، ويعجبني في الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم التذكير باليوم بداية ونهاية ، فتقول في الصباح : اللهم إني أصبحت .... وفي المساء : اللهم إني أمسيت .....وسيظل العيد الذي ماسمي عيدا إلا لمعاودته العام بعد العام بفرح مجدد ، هو الفرصة الكبرى للشعور بقيمة الزمان والعمر ، والفرح باليوم لأننا ببساطة نتوقف في يوم العيد عن كل ألوان الإلف والعادة ، ونرتد إلى طفولتنا الغضة فنعيشه بكل لحظاته وتفاصيله ، كما أنه قبل كل ذلك يأتي بعد طاعة كبرى وركن من أركان ديننا الحنيف : صيام رمضان ، ففرحتنا به مضاعفة.
عساكم من عواده أجمعين .