خاطرة
————
مع تكرار مواقف ومشاهد بعينها في حياتي وحياة الآخرين ، تزداد قناعتي بأن الشهادات العلمية وحدها لا تهذب خلقا ، ولا ترفع خسيسة ، وأن هناك من يحمل شهادات ومؤهلات ربما من الأرض إلى السقف ، ولكنه عاجز كل العجز عن التخلص من ألفاظه النابية وتصرفاته المشينة ، واهتمامه بالتوافه وما لا يعنيه .
التربية ثم التربية ثم التربية ثم التعليم .
وأقول التعليم ، وأعني : الحرص على أن نعلم تعليما حقيقيا ، لا هذا الشيء الخالي من القيمة والهدف معا ، و الذي نسميه تعليما .
وياللكارثة حين يتولى أحد من غير المتربين ولاية أو منصبا ! إنها الفرصة لإذلال الشرفاء ، والتنفيس عن كل العقد المكبوتة وبخاصة تجاه كل كريم الأصل .
في حديث شريف يقول صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وفي حديث آخر يقول " إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم "
لا تدين حقيقي إذن لسيء الخلق ، لأن روحه الخبيثة لم تتشرب شيئا من النور المحمدي الشريف ، بعد أن حجبت عن هذا العروج الأسنى بحجب كثيفة .
كما أنه لا تربية لديه ولا علم حقيقي ؟ فماذا إذن ….
فاللهم لا تجعل لنا إلى لئيم حاجة " ،
وهذه هي دعوة سفانة بنت حاتم الطائي - مضرب المثل في الكرم عند العرب - للنبي صلى الله عليه وسلم .
فحين أطلق النبي صلى الله عليه وسلم سراحها من الأسر "، قائلا : خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق " أرادت سفانة أن تكافيء النبي صلى الله عليه وسلم على صنيعه معها ، فقالت له يامحمد : ائذن لى أن أدعو لك ، فأذن لها صلى الله عليه وسلم ، فدعت له صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء :
" أصاب الله ببرك مواقعه ، ولاجعل لك إلى لئيم حاجة ، ولاسلبت نعمة من عزيز قوم إلا جعلك سببا في ردها إليه "
أكرر " اللهم لا تجعل لنا إلى لئيم حاجة "
#اد_زينب_أبوالفضل